الحسن بن ذي النون بن أبي القاسم بن أبي الحسن الشعرى أبو المكارم من أهل نيسابور . سمع أبا القاسم إسماعيل بن الحسن الفرائضي وأبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي ومحمد بن أبي منصور الركني الدمراحي وغيرهم .
وقدم بغداد ووعظ بها وظهر له القبول عند العامة . ووقعت فتنٌ بسببه .
وحدث ببغداد وقيل : كان يميل للاعتزال وكان متفنناً كثير المحفوظ . توفي سنة خمس وأربعين وخمسمائة .
وكان فقيهاً وذم الأشاعرة في بغداد وأظهر التحنبل وبالغ وكان هو السبب في إخراج أبي الفتوح الإسفراييني من بغداد ومال إليه الحنابلة ثم ظهر أنه معتزلي .
البواري .
الحسن بن الربيع : البواري - بفتح الباء الموحدة والواو والراء بعد الألف - والبورائي أيضاً - بضم الباء الموحدة وراءٍ بعد الواو ؛ أبو علي البجلي القسري الكوفي الحصار الخشاب . روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والباقون بواسطة وأبو زرعة وأبو حاتم .
قال العجلي : صالح متعبدٌ . وكان من أصحاب ابن المبارك . توفي في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين ومائتين .
أبو علي الكاتب .
الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك أبو علي الكاتب الجرجرائي البغدادي أحد البلغاء الكتاب الشعراء . روى عن أبي محلم وبكر بن النطاح وروى عنه المبرد . وكان متكبراً متجبراً .
يحكى أن المبرد حدث سليمان بن وهب عن الحسن بن رجاء بشيء ثم قال بعده : وكان صدوقا . فقال له سليمان : كان الحسن أتيه وأصلف وأنبل من أن يكذب .
قلده المأمون كور الجبل وضم أبا دلف إليه .
دخل المأمون يوماً إلى الديوان الذي للخراج فمر بغلام جميل على أذنه قلمٌ فأعجبه ما رأى من حسنه فقال : من أنت يا غلام ؟ . قال : الناشئ في دولتك وخريج أدبك يا أمير المؤمنين المتقلب في نعمتك والمؤمل بخدمتك : الحسن بن رجاء . فقال له المأمون : يا غلام بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول . ثم أمر أن يرفع عن رتبة الديوان وأمر له بمائة ألف درهم .
توفي بفارس سنة أربع وأربعين ومائتين وهو يتولى حرب فارس والأهواز وخراجهما .
ومن شعره : من السريع .
مستشعر الصبر له جنةٌ ... تقيه من عادية الدهر .
ماذا ينال الدهر من ماجدٍ ... له عليه عدة الصبر .
هل هو إلا فقد خلانه ... وفقد ما يملك من وفر .
ما سر حراً في الغنى ... من حظه في الحمد والأجر .
ومنه : من الطويل .
أرى ألفاتٍ كتبن على رأسي ... بأقلام شيبٍ في صحائف أنفاس .
فإن تسأليني من يخط حروفها ... فكف الليالي تستمد بأنفاسي .
ومنه : من السريع .
قد يصبر الحر على السيف ... ولا يرى صبراً على الحيف .
ويؤثر الموت على حالةٍ ... يعجز على قرى الضيف .
ومنه : من الطويل .
ألم ترني داويت تركك بالترك ... وآثرت أسباب اليقين على الشك .
وما ملني الإنسان إلا مللته ... ولا فاتني شيءٌ فظلت له أبكي .
قلت : شعر جيد وهو نفس من كان له نفسٌ أبيةٌ ماجدة .
ابن رشيق القيرواني الشاعر .
الحسن بن رشيق القيرواني أحد البلغاء الأفاضل الشعراء .
ولد بالمسيلة وتأدب بها قليلاً ثم ارتحل إلى القيروان سنة ستٍ وأربعمائة .
كذا قال ابن بسام . وقال غيره : ولد بالمهدية سنة تسعين وثلاثمائة وتوفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة .
وكانت صنعة أبيه في بلده - وهي المحمدية - الصياغة فعلمه أبوه صنعته وقرأ الأدب بالمحمدية وقال الشعر وتاقت نفسه إلى التزيد منه وملاقاة أهل الأدب فرحل إلى القيروان واشتهر بها ومدح صاحبها ولم يزل بها إلى أن هجم العرب عليها وقتلوا أهلها وخربوها فانتقل إلى صقلية وأقام بمازر إلى أن مات .
وكان أبوه رومياً . واختلف في تاريخ وفاته .
وكان بينه وبين ابن شرف القيرواني مناقضات ومهاجاةٌ . وصنف عدة رسائل في الرد عليه منها : رسالة سماها ساجور الكلب ورسالة نجح المطلب ورسالة : قطع الأنفاس ورسالة : نقض الرسالة الشعوذية والقصيدة الدعية والرسالة المنقوضة ورسالة رفع الإشكال ودفع المحال .
وله كتاب أنموذج الشعراء شعراء القيروان و رسالة قراضة الذهب . و العمدة في معرفة صناعة الشعر ونقده وعيوبه وهو كتاب جيد وغير ذلك