الحسن بن خلف بن يعقوب بن أحمد أبو علي المقرىء المعروف بالحكيم أبي القاسم أيضاً . سكن مصر وحدَّث بها عن أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي وعلي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الورَّاق وعلي بن محمد بن أحمد بن كيسان وغيرهم . وروى عنه جماعة . وتوفي سنة اثنتين وأربعين وأربعمئة .
آخر الجزء الحادي عشر من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إن شاء الله تعالى الحسن بن داود أبو علي الكوفي النحوي وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
الجزء الثاني عشر .
بسم الله الرحمن الرحيم .
رب أعن .
النقاد الكوفي .
الحسن بن داود . أبو علي الكوفي النحوي المقرئ المعروف بالنقاد - بالنون المفتوحة والقاف المشددة وبعد الألف دال مهملة . توفي في حدود الخمسين والثلاثمائة وقيل سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة . وله كتاب مخارج الحروف .
أبو علي الرقي .
الحسن بن داود أبو علي الرقي . قال أبو أحمد بن موسى البردي : سمعت من الحسن بن داود الرقي بسر من رأى كتابه الذي يسميه : كتاب الحلي وكان وقت كتبنا عنه قد جاوز الثمانين وأخرج إلي أبو أحمد الكتاب فإذا هو الكتاب الذي سماه أحمد بن يحيى . فصيح الكلام . وكان الحسن بن داود مؤدب عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير المعتضد .
الجعفري .
الحسن بن داود الجعفري ؛ أورد له المرزباني في معجمه قوله : من الطويل .
حرامٌ على عينٍ أصابت مقاتلي ... بأسهمها من مقلتي ما استحلت .
دعت قلبي المنقاد للحب فانثنى ... إليها فلما أن أجاب تولت .
الملك الأمجد بن الناصر داود .
الحسن بن داود بن عيسى بن محمد : هو الملك الأمجد بن الملك الناصر بن الملك المعظم بن العادل . ولد سنة نيفٍ وعشرين وستمائة توفي سنة سبعين وستمائة . واشتغل بالفقه والأدب وشارك في العلوم وأتقن الأدب وتنقلت به الأحوال وصحب المشايخ .
وكان كثير المعروف عالي الهمة عنده شجاعةٌ وإقدامٌ وصبرٌ وثباتٌ . وكان إخوته يتأدبون معه ويقدمونه وكذلك أمراء الدولة . وله نظمٌ ويدٌ في الترسل وخطه منسوب وأنفق أكثر أمواله في الطاعة . وكان مقتصداً في ملبسه ومركبه .
وتزوج ابنة الملك العزيز عثمان بن العادل ثم تزوج أخت الناصر الحلبي ؛ فجاءه صلاح الدين .
وكان عنده من الكتب النفيسة شيءٌ كثير فوهب معظمها . وكان ذا مروءة يقوم بنفسه وماله مع من يقصده وأمه : هي بنت الملك الأمجد حسن ابن العادل .
ولما مات . رثاه شهاب الدين محمود بقصيدة أولها : من الطويل .
هو الربع ما أقوى وأضحت ملاعبه ... مشرعةٌ إلا وقد لان جانبه .
عهدت به من آل أيوب ماجداً ... كريم المحيا زاكياتٍ مناسبه .
يزيد على وزن الجبال وقاره ... وتكبر ذرات الرمال مناقبه .
وروى الأمجد عن ابن اللتي وغيره .
ومن شعر الأمجد C ؛ أورده له قطب الدين : من الكامل .
من حاكمٌ بيني وبين عذولي ... الشجو شجوي والغليل غليلي .
عجباً لقومٍ لم تكن أكبادهم ... لجوىً ولا أجسادهم لنحول .
دقت معاني الحب عن أفهامهم ... فتأولوها أقبح التأويل .
في أي جارحةٍ أصون معذبي ... سلمت من التعذيب والتنكيل .
إن قلت في عيني فثم مدامعي ... أو قلت في قلبي فثم غليلي .
لكن رأيت مسامعي مثوىً له ... وحجبتها عن عذل كل عذول .
البشنوي .
الحسن بن داود البشنوي الكردي ابن عم صاحب فنك . توفي سنة خمسٍ وستين وأربعمائة وله ديوان شعر كبيرٌ . من شعره : من الخفيف .
أدمنة الدار من رباب ... قد خصك الله بالرباب .
يحن قلبي إلى طلولٍ ... بنهر قارٍ وبالروابي .
منها : من الخفيف .
آل طه بلا نصيبٍ ... ودولة النصب في انتصاب .
إن لم أجرد لها حسامي ... فلست من قيسٍ في اللباب .
مفاخر الكرد في جدودي ... ونخوة العرب في انتسابي .
ومنه : من الطويل .
على الحر ضاقت في البلاد المناهج ... وكلٌ على الدنيا حريصٌ ولاهج .
ولا عيب فينا غير أن جبابنا ... خلاطيةٌ ما دبجتها المناسج .
أبو المكارم الواعظ