قال ياقوت في معجم الأدباء : هذا معنى عنَّ لي قبل أن أقف على هذه الأبيات وكنت أعجب كيف فات الأوائل اشتماله على مطابقة التجنيس حسن المعنى حتى وقفت على ما ههنا فعلمت أنّ أكثر ما ينسب إلى السرقات للشعراء إنما هو تواردٌ ووقوع حافرٍ على حافر . وأما أبياتي فهي : من البسيط .
يا سيداً بذَّ من يمشي على قدمٍ ... علماً وحلماً وآباءً وأجدادا .
ماذا دعاك إلى وعدٍ تصيِّره ... بالخلف والمطل والتسويف إيعادا .
لا تعجلنَّ بوعد ثم تخلفه ... فيثمر الود بعد المطل احقادا .
فالوعد بذر ولطف القول منبته ... وليس يجدي إذا لم يلق حصّادا .
قلت : قول الأول أحسن من قول ياقوت فإن الوعد والوعيد أقرب إلى الجناس من الوعد والايعاد مع رشاقة نظم الموصلي .
ابن الفرات الكاتب .
جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات أبو عبد الله أخو أبي الحسن علي وزير المقتدر ولاّه أخوه ديوان الخراج والضياع العامة بنواحي المشرق والمغرب ولم يجمعا لأحد قبله . قال الصولي : كان من جلّة العلماء والمتصرفين وأفضلهم وأزهدهم أقام بمكة مجاوراً يقرأ القرآن ويواصل الصوم إلى أن توفي سنة ثمان وتسعين ومئتين في وزارة أخيه أبي الحسن .
ابن المعتصم بالله .
جعفر بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد قال الصولي : حجَّ بالناس في سنة سبع وعشرين ومئتين في خلافة الواثق فيه .
ابن حدار وزير العباس بن طولون .
جعفر بن محمد بن أحمد بن حدار الكاتب أبو القاسم . ذكره الصولي في كتاب أخبار شعراء مر وقال : لم يكن بمصر في وقته مثله . كثير الشعر حسن البلاغة عالم له ديوان شعر ومكاتبات كثيرة حسنة . وكان العباس بن أحمد بن طولون قد خرج على أبيه بنواحي برقة عند غيبة أبيه بالشام وتابعه أكثر الناس ثم غدر به قومه وخرج عليه آخرون من نواحي القيروان فظفر به أبوه وكان بن حدار وزير العباس وصاحب أمره فقبض عليه بنواحي الإسكندرية وأدخل إلى الفسطاط على بغل على قتب مقيّداً سنة سبع وستين ومئتين ونصب لكتابه وخرج بهم إلى ما خرج إليه على دكة عظيمة رفيعة وجلس ابن طولون في علوّ يوازيها وشرع من ذلك العلو إليها طريقاً . وكان العباس قائماً بين يدي أبيه في حفتان ملحم وعمامة وخفّ وبيده سيف مشهور فضرب ابن حدار ثلاثمئة سوط وتقدم غليه العباس فلقطع يديه ورجليه من خلافٍ وألقي من الدكة إلى الأرض وفعل مثل ذلك بالمنتوف وبأبي معشر واقتصر بغيرهم على ضرب السياط فلم تمض أيام حتى ماتوا وقيل إن أحمد بن طولون تولّى قطع يدي ابن حدار ورجليه بيده . ومن شعره : من المديد .
زارني زورٌ ثكلتهم ... وأصبوا حيث ما سلكوا .
أكلوا حتى إذا شبعوا ... حملوا الفضل الذي تركوا .
ابن الأزهر الأخباري .
جعفر بن محد بن الأزهر بن عيسى الإخباري أحد أصحاب السِّير ومن عني بجمع الأخبار والتواريخ ولد سنة مائتين وتوفي في سنة تسع وسبعين ومائتين وسمع من ابن الأعرابي وطبقته وله من الكتب التاريخ على السنين وهو من جيد الكتب .
الصُّوفي الخلدي .
جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم أبو ومحمد البغدادي الخلدي الخوّاص شيخ الصوفية وكبيرهم ومحدّثهم . صحب الجنيد وغيره وكان المرجع إليه في علم القوم وتصانيفهم وحكاياتهم . وثّقه الخطيب . قال إبراهيم بن أحمد الطبري : سمعت الخلدي يقول : مضيت إلى عبّاس الدُّوري وأنا حدثٌ فكتبت عنه مجلساً وخرجت فلقيني بعض الصوفية فقال : إيش هذا ؟ فأريته فقال : ويحك تدع علم الحرق وتأخذ علم الورق ثم خرّق الأوراق فدخل كلامه في قلبي فلم أعد إلى عباس . توفي في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمئة وكان قد حجَّ ستين حجة .
شرف الدين العباس .
جعفر بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد العزيز الشريف الأفضل أبو محمد العباسي المكي البغدادي المحدِّث . كان عالي الهمة في تحصيل هذا الشأن جيد الفهم ذكياً نبيلاً لقبه شرف الدين . سمع من ابن شاتيل وغيره وتوفي سنة ثمان وتسعين وخمسمئة راجعاً من حماه إلى بغداد وله سبع وعشرين سنة .
ابن شمس الخلافة