فجزاه عمر خيراً . ولزم بلال المسجد يصلي ويقرأ ليله ونهاره فهم عمر أن يوليه العراق ثم قال : هذا رجل له فضل ؛ فدس إليه ثقةً له فقال له : إن عملت لك في ولاية العراق ما تعطيني ؟ فضمن له مالاً جليلاً فأخبر بذلك عمر فنفاه وأخرجه وقال : يا أهل العراق إن صاحبكم أعطي مقولاً ولم يعط معقولاً وزادت بلاغته ونقصت زهادته . وكانت ولايته للبصرة من جهة خالد بن عبد الله القسري تولى بها الشرطة والصلاة والقضاء فبقيت ولايته عشر سنين . فلما ولي العراق يوسف بن عمر الثقفي حبسه وكان من عادته أم من مات في السجن سلمه إلى أهله فأعطى بلال للسجان مائة ألف درهم على أن يعلم يوسف بن عمر أنه مات رجاء أن يسلمه إلى أهله فقال يوسف : أرنيه ميتاً فجاء السجان فغمه إلى أن مات وأراه إياه . وقيل لذي الرمة : لم خصصت بلال بن أبي بردة بمدحك ؟ قال : لأنه أوطأ مضجعي وأكرم مجلسي فحق لي إذ وضع معروفه عندي أن يستولي على شكري . وكان بلال ذا رأي ودهاء وكان من الأكلة . ذكر المدائني أنه أرسل إلى قصاب سحراً قال : فدخلت عليه فوجدته وبين يديه كانون وعنده تيس ضخم فقال : اذبحه واسلخه وكبب لحمه . وجعل يشوي شيئاً بعد شيء فأكله اجمع . وجاءت جارية بقدر فيها دجاجتان وفرخان وصفة مغطاة فقال : ويحك ما في بطني موضع فضعيها على رأسي فضحكنا منه . ودعا بشراب فشرب منه خمسة أقداح . وكان خالد بن صفوان التميمي المشهور بالبلاغة يدخل على بلال بن أبي بردة فيحدثه طويلاً ويلحن في كلامه فلما كثر ذلك على بلال قال له : يا خالد تحدثني أحاديث الخلفاء وتلحن لحن السقّاءات ! .
فصار خالد بعد ذلك يأتي المسجد ويتعلم الإعراب وكف بصره . وكان إذا مر به موكب بلال يقول : من هذا ؟ فيقال : الأمير فيقول خالد : سحابة صيف عن قليل تقشع فقيل ذلك لبلال فقال : لا تقشع والله حتى تصيبك منها بشؤبوب وأمر به فضرب مائتي سوط .
قاضي دمشق .
بلال بن أبي الدرداء أبو محمد الأنصاري القاضي بدمشق ؛ روى عن أبيه وأم الدرداء امرأة أبيه وكان أسن منها وقيل كان أميراً على دمشق ولما استخلف عبد الملك عزل بلالاً وولى أبا إدريس الخولاني . قال الوليد بن مسلم : حدثني خالد بن يزيد عن أبيه قال رأيت بلال بن أبي الدرداء على القضاء في زمن عبد الملك فرأيته لا يضرب شاهد الزور بالسوط ولكن يوقفه بين عمد الدرج ويقول : هذا شاهد زور فاعرفوه . وروى له أبو داود وتوفي سنة ثلاث وتسعين أو سنة اثنتين .
الطواشي حسام الدين المغيثي .
بلال الطواشي الأمير حسام الدين المغيثي أبو المناقب الحبشي الجمدار الصالحي ؛ كان لالا الملك الصالح علي بن عبد الملك المنصور قلاوون ثم جعله العادل كتبغا يتحدث في أمر السلطان الملك الناصر محمد . وهو كبير الخدام المقيمين بالحرم النبوي وله أموال عظيمة وغلمان وحرمة في الدول . حدث بمصر ودمشق وقرأ عليه الشيخ شمس الدين عدة أجزاء يرويها عن ابن رواج . وكان فيه دين وبر وصدقات . حضر المصاف ورد فأدركه أجله بالسوادة سنة تسع وتسعين وست مائة فحمل إلى قطبا ودفن بها . وكان ضخماً مهيباً تام الشكل حالك السواد .
الصوفي .
بلال الخواص الصوفي ؛ قال السلمي في تاريخ الصوفية : كان من متأخري مشايخ الصوفية ببيت المقدس يقال إنه كان يرى الخضر ويسأله عن مسائل .
بلبان .
الزيني .
بلبان الأمير الكبير سيف الدين الزيني الصالحي ؛ كان مقدم البحرية في أول دولة الترك حبسه السلطان مدة ثم أطلقه وأعطاه إمرةً بدمشق . وكان ذا نهضة وشهامة وتوفي سنة سبع وسبعين وست مائة .
بلبان بن عبد الله الزردكاش .
الأمير سيف الدين ؛ كان من أعيان الأمراء بالشام وكان الأمير علاء الدين طيبرس الوزير نائب السلطنة بالشام إذا غاب عن دمشق في بعض المهمات استنابه عنه في دار العدل ونيابة السلطنة . وكان ديناً خيراً يحب العدل والصلاح . توفي سنة ستين وست مائة .
النوفلي العزيزي .
بلبان الأمير ناصر الدين النوفلي العزيزي ؛ أحد أمراء دمشق . كان من أعيان العزيزية فيه دين وخير . وكان في جملة الجيش بسيس ومات في المعترك وهو من مماليك العزيز صاحب حلب توفي سنة ثمان وسبعين وست مائة .
الساقي .
بلبان الأمير علم الدين الساقي ؛ كان في الجيش بسيس أيضاً وتوفي وهو راجع سنة ثمان وسبعين وست مائة