بكر بن محمد بن علي بن الفضل بن أحمد بن إبراهيم الإمام العلامة أبو الفضل الجابري من ولد جابر بن عبد الله البخاري الزرنجري - بالزاي المفتوحة والراء المفتوحة والنون الساكنة والجيم المفتوحة والراء - وزرنجره من قرى بخارى الكبار ويعرف بشمس الأئمة ؛ وكان فقيه تلك الديار ومفتي ما وراء النهر وكان يضرب به المثل في حفظ مذهب أبي حنيفة . وكان شمس الأئمة تلميذ أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني وكان يسمى أبا حنيفة الأصغر . وكانت له معرفة بالأنساب والتواريخ ؛ وسمع الحديث وتفرد بالرواية عن جماعة . وتوفي سنة اثنتي عشرة وخمس مائة .
أبو عبد الملك المصري .
بكر بن مضر بن محمد الإمام أبو عبد الملك المصري مولى شرحبيل بن حسنة توفي سنة أربع وسبعين ومائة وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ولم يرو له ابن ماجه .
ابن النطاح .
بكر بن النطاح الحنفي أبو وائل ؛ قيل هو عجلي كان شاعراً حسن الشعر كثير التصرف فيه وكان صعلوكاً يصيب الطريق ثم أقصر عن ذلك . وكان كثيراً ما يصف نفسه بالشجاعة والإقدام وهو القائل : .
هنيئاً لإخواني ببغداد عيدهم ... وعيدي بحلوان قراع الكتائب .
وأنشدها أبا دلف فقال له : إنك لتكثر من وصف نفسك بالشجاعة وما رأيت عندك لذلك أثراً قط ولا فيك ؛ فقال : أيها الأمير وأي عناء يكون عند الرجل الحاسر الأعزل ؟ فقال : أعطوه سيفاً وفرساً ودرعاً ورمحاً فأعطوه ذلك أجمع فأخذه وركب الفرس وخرج على وجهه فلقيه مال لأبي دلف يحمل من بعض ضياعه فأخذه وخرج جماعة من غلمانه ومانعوه فجرحهم جميعاً وقطعهم فانهزموا وسار بالمال فلم ينزل إلا على عشرين فرسخاً . فلما اتصل خبره بأبي دلف قال : نحن جنينا على أنفسنا وكنا أغنياء عن إهاجته . ثم كتب إليه بالإمارة وسوغه المال وكتب إليه : صر إلينا فلا ذنب لك عندنا نحن هجناك وحركناك فرجع ولم يزل معه يمدحه حتى مات . وكان قد لحق أبو دلف إنساناً قد أردف آخر خلفه فطعنهما يشكهما بالرمح ؛ فتحدث الناس في ذلك فلما عاد دخل إليه بكر بن النطاح وأنشده : .
قالوا أينظم فارسين بطعنة ... يوم اللقاء ولا يراه جليلا .
لا تعجبوا لو كان مد قناته ... ميلاً إذاً نظم الفوارس ميلا .
فأمر له أبو دلف بعشرة آلاف درهم . وله فيه أيضاً : .
له راحة لو أن معشار جودها ... على البر كان البر أندى من البحر .
ولو أن خلق الله في جسم فارس ... وبارزه كان الخلي من العمر .
أبا دلف بوركت في كل بلدة ... كما بوركت في شهرها ليلة القدر .
وله فيه أيضاً : .
إذا كان الشتاء فأنت شمس ... وإن حضر المصيف فأنت ظل .
وما تدري إذا أعطيت مالاً ... أتكثر في سماحك أم تقل .
فأعطاه عشرة آلاف درهم . وقصد مالك بن طوق فمدحه فأثابه قلم يرض ثوابه فخرج من عنده وكتب رقعة وبعث بها إليه وفيها : .
فليت جدا مالك كله ... وما يرتجى منه من مطلب .
أصيب بأضعاف أضعافه ... ولم أنتجعه ولم أرغب .
أسأت اختياري فقل الثواب ... لي الذنب جهلاً ولم يذنب .
فلما قرأها وجه جماعة في طلبه وقال : الويل لكم إن فاتكم ؛ فلحقوه وردوه إليه فلما رآه قام إليه وتلقاه وقال : يا أخي عجلت علينا وما كنا نقتصر على ذلك وإنما بعثنا إليك نفقة وعولنا بك على ما يتلوها . فاعتذر إليه ثم أعطاه حتى أرضاه . فقال بكر بن النطاح يمدحه من ذلك : .
فتىً جاد بالأموال من كل جانب ... وأنهبها في عوده وبداته .
فلو خذلت أمواله جود كفه ... لقاسم من يرجوه شطر حياته .
فإن لم تجد في العمر قسمة باذل ... وجاز له الإعطاء من حسناته .
لجاد بها من غير كفر بربه ... وشاركهم في صومه وصلاته .
قلت : في قوله من غير كفر بربه زيادة مليحة وهو من باب حشو اللوزينج . وقال : .
كريم إذا ما جئت طالب فضله ... حباك بما تحوي عليه أنامله .
ولو لم يكن في كفه غير نفسه ... لجاد بها فليتق الله سائله