هذا النهار بدا لها من همها ... ما بالها بالليل زال زوالها .
فقال : نصب النهار على تقدير هذا الصدود بدا لها النهار واليوم والليلة والعرب تقول زال وأزال بمعنى فيقول زال الله زوالها . وحدث الزبيدي أيضاً قال : وقال المازني : وحضرت يوماً أيضاً عند الواثق فقال يا مازني هات مسألة وكان عنده نحاة الكوفة فقلت : ما تقولون في قوله تعالى " وما كانت أمك بغياً " لمَ لم يقل بغيةً وهي صفة لمؤنث ؟ فأجابوا بجوابات غير مرضية فقال الواثق : هات ما عندك فقلت : لو كانت بغي على تقدير فعيل بمعنى فاعلة لحقتها الهاء مثل كريمة وظريفة ؛ وإنما تحذف الهاء إذا كانت في معنى مفعولة نحو المرأة قتيل والكف خضيب ؛ وبغي ههنا ليس بفعيل إنما هو فعول وفعول لا تلحقه الهاء في وصف التأنيث نحو امرأة شكور وبئر شطون إذا كانت بعيدة الرشاء ؛ وتقدير بغي بغوي قلبت الواو ياء ثم أدغمت في الياء فصارت ياءً ثقيلة نحو سيد وميت . فاستحسن الجواب . وساق ياقوت في معجم الأدباء للمازني من هذا الضرب كثيراً في ترجمته والاقتصار على هذا أولى . وقال المازني : مررت ببني عقيل فإذا رجل أسود قصير أعور أبرص أكشف قائم على تل سماد وهو يملأ جواليق معه من ذلك السماد وهو يغني بأعلى صوته : .
فإن تصرمي حبلي وتستكرهي وصلي ... فمثلك موجود ولا تجدي مثلي .
فقلت : صدقت والله متى تجد ويحها مثلك فقال : بارك الله عليك وأسمعك خيراً ثم اندفع ينشد : .
يا ربة المطرف والخلخال ... ما أنت من همي ولا أشغالي .
مثلك موجود ... ومثلي غالي .
وللمازني شعر قليل ذكره المرزباني منه : .
شيئان يعجز ذو الرياضة عنهما ... عقل النساء وإمرة الصبيان .
أما النساء فإنهن عواهر ... وأخو الصبا يجري بكل عنان .
وقال الجماز يهجو المازني : .
كادني المازني عند أبي العب ... اس والفضل ما علمت كريم .
يا شبيه النساء في كل فن ... إن كيد النساء كيد عظيم .
جمع المازني خمس خصال ... ليس يقوى بحملهن حليم .
هو بالشعر والعروض وبالنح ... و وغمز الأيور طب عليم .
ليس ذنبي إليك يا بكر إلا ... أن ايري عليك ليس يقوم .
وكفاني ما قال يوسف في ذا ... إن ربي بكيدهن عليم .
واختلف في تاريخ وفاته فقيل سنة تسع أو ثمان وأربعين ومائتين وقيل سنة ثلاثين ومائتين والله أعلم .
أبو أحمد صاحب ابن حنبل .
بكر بن محمد بن الحكم أبو أحمد البغدادي ؛ من أصحاب أحمد بن حنبل القدماء . كان أحمد يقدمه ويكرمه وعنده مسائل كثيرة جداً سمعها من أحمد . ثم إنه تكلم في مسألة اللفظ فقلاه أصحاب أحمد وكان قبل ذلك مقدماً عندهم وكان صاحب ورع شديد وعلم وعمل .
الدخمسيني .
بكر بن محمد بن حمدان أبو أحمد الصيرفي المروزي الدخمسيني - بضم الدال وفتح الخاء المعجمة وسكون الميم وكسر السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها نون ؛ لقب بذلك لأنه كان يقول : زد خمسين فبنوه من ذلك . وقال الحاكم : كان محدث خراسان وما أظنه جلس في حانوت قط فإنه كان ينادم آل سامان لأدبه وفصاحته وتقدمه . سمع عبد العزيز بن حاتم وأبا الموجه بمرو وعبد الصمد بن الفضل ببلخ وأبا حاتم بالري لكن عدم سماعه منه وأبا قلابة وأحمد بن عبيد الله النرسي . سمع منه الحاكم وغيره بمرو وروى عنه هو وعبد الله بن عدي وابن منده ومحمد بن أحمد الغنجار والحسين بن محمد الماسرجسي وأبو الفضل منصور الكاغدي . وخرج إلى سمرقند لميراث له من غلامه فمات ببخارى سنة خمس وأربعين وثلاث مائة كذا أرخه الحاكم . وقال ابن السمعاني وغيره : بل توفي سنة ثمان وأربعين .
قاضي العراق المالكي .
بكر بن محمد بن العلاء أبو الفضل القشيري الفقيه المالكي ؛ ولي القضاء بناحية العراق وصنف في المذهب كتباً جليلة كتاباً في الأحكام والرد على المزني والأشربة ورد فيه على الطحاوي وكتاباً في الأصول والرد على القدرية والرد على الشافعي . وتوفي سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة .
شمس الأئمة الحنفي