القرشية الأسدية ؛ أمها سالمة بنت أمية بن حارثة ابن الأوقص السلمية وهي ابنة أخي ورقة بن نوقل وأخت عقبة بن أبي معيط لأمه . وكانت عند المغيرة بن أبي العاص فولدت له معاوية وعائشة . وكانت عائشة تحت مروان بن الحكم . وهي أم عبد الملك بن مروان . وقال الزبير وطائفة : إن بسرة هي أم معاوية بن المغيرة بن أبي العاص وجدة عائشة بنت معاوية وعائشة بنت معاوية هي أم عبد الملك بن مروان . قال ابن عبد البر : وليس قول من قال إنها من كنانة بشيء والصواب أنها من بني أسد . روى عنها من الصحابة : أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وروى عنها مروان بن الحكم حديث مس الذكر وهي من المبايعات .
بشار .
ابن برد الأعمى .
بشار بن برد بن يرجوخ - بفتح الياء آخر الحروف وسكون الراء وضم الجيم وبعد الواو الساكنة خاء معجمة - العقيلي - بضم العين المهملة - مولاهم المشهور الشاعر أبو معاذ المرعث - بضم الميم وفتح الراء وتشديد العين المهملة المفتوحة وبعدها ثاء مثلثة - وهو الذي في أذنه رعثات وهي القرط لأنه كان في أذنه وهو صغير قرط . ذكر صاحب الأغاني في كتابه في أسماء أجداد بشار ستة وعشرين جداً أسماؤهم أعجمية وذكر من أحواله وأخباره شيئاً كثيراً . ويقال إنه ولد على الرق وأعتقته امرأة عقيلية فنسب إليها . وكان أكمه ولد أعمى جاحظ العينين قد تغشاهما لحم أحمر . وكان ضخماً عظيم الخلق والوجه مجدوراً طويلاً . وهو في أول مرتبة المحدثين من الشعراء المجيدين . ومن شعره قوله : .
هل تعلمين وراء الحب منزلةً ... تدني إليك فإن الحب أقصاني .
وقوله : .
أنا والله أشتهي سحر عيني ... ك وأخشى مصارع العشاق .
وقوله : .
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا .
قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم ... الأذن كالعين توفي القلب ما كانا .
وقال : .
إن من بردي جسماً ناحلاً ... لو توكأت عليه لانهدم .
ختم الحب لها في كبدي ... موضع الخاتم من أهل الذمم .
وإذا قلت لها جودي لنا ... خرجت بالصمت من لا ونعم .
ولما أنشد قول الشاعر : .
وقد جعل الأعداء ينتقصونها ... وتطمع فينا ألسن وعيون .
ألا إنما ليلى عصا خيزرانة ... إذا غمزوها بالأكف تلين .
فقال بشار : والله لو زعم أنها عصا مخ أو زبد لكان قد جعلها جافية خشنة إذ جعلها عصا ؛ ألا قال كما قلت : .
وحوراء المدامع من معد ... كأن حديثها ثمر الجنان .
إذا قامت لمشيتها تثنت ... كأن عظامها من خيزران .
وهو الذي قال : ما زلت منذ سمعت قول امرئ القيس : .
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى وكرها العناب والحشف البالي .
اجتهدت حتى قلت : .
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه .
ولأرباب البلاغة على هذا البيت كلام طويل مذكور في كتبهم ؛ وقد ضمنت أول هذا البيت فقلت : .
ولم أنس يوماً حجبت فيه شمسه ... فآذن إذ غابت بضيق نفوسنا .
وسد علينا الجو نشر ضبابه ... كأن مثار النقع فوق رؤوسنا .
وشعره كثير وأخباره في كتاب الأغاني كثيرة . وقيل عنه إنه كان يفضل النار على الأرض ويصوب رأي إبليس في امتناعه من السجود لآدم وقال : .
إبليس خير من أبيكم آدم ... فتنبهوا يا معشر الفجار .
إبليس من نار وآدم طينة ... والأرض لا تسمعوا سمو النار .
وقال أيضاً : .
الأرض مظلمة والنار مشرقة ... والنار معبودة مذ كانت النار .
وكان بشار يرى رأي الكاملية وهو طائفة من الرافضة يأتي ذكرهم إن شاء الله تعالى في حرف الكاف في مكانه . وفي ترجمتهم شيء من ذكر بشار بن برد المذكور . ووفد على المهدي وأنشده قصيدة يمدحه بها منها : .
إلى ملك من هاشم في نبوة ... ومن حمير في الملك والعدد الدثر .
من المشترين الحمد تندى من الندى ... يداه ويندى عارضاه من العطر .
فلم يحظ منه فقال يهجوه : .
خليفة يزني بعماته ... يلعب بالدبوق والصولجان .
أبدلنا الله به غيره ... ودس موسى في حر الخيزران