قد غصّت العين بالدموع وقد ... وضعت خدّي على بنان يدي .
وأنت نامت عيناك في دعةٍ ... شتّان بين الرّقاد والسّهد .
كأن قلبي إذا ذكرتكم ... فريسةٌ بين مخلبي أسد .
ابن الداية .
أحمد بن يوسف بن إبراهيم المعروف بابن الداية . كان أبوه ابن داية المهدي وهو الراوي أخبار أبي النواس ؛ وكان أبوه يوسف من جلة الكتّاب بمصر وكان له مروءة وعصبية تامة . وجرت له مع أحمد بن طولون واقعةٌ خلص منها وسوف تأتي إن شاء الله في ترجمة يوسف . وكان أحمد بن يوسف من فضلاء مصر ومؤرخيهم وممن له علوم كثيرة في الأدب والطب والنّجامة والحساب وغير ذلك ؛ وكان أبوه يوسف كاتب إبراهيم ابن المهدي ورضيعه ومات أحمد بن يوسف سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة وله كتاب سيرة أحمد ابن طولون . كتاب سيرة ابنه خمارويه . سيرة هارون بن خمارويه . وأخبار غلمان بني طولون . كتاب المكافأة وحسن العقبى . أخبار الأطباء . مختصر المنطق ألفه للوزير علي بن عيسى . ترجمة كتاب الثمرة . أخبار المنجمين . أخبار إبراهيم بن المهدي . الطبيخ . وله شعر .
دخل يوماً على أبي الحسن بن المظفر الكرخي عامل خراج مصر مسلّماً عليه . فقال له : كيف حالك يا أبا جعفر فقال بديهاً : .
يكفيك من سوء حالي إن سألت به ... أني على طبريٍّ في الكوانين .
؟ الملك الحسن .
أحمد بن يوسف بن أيوب بن شاذي أبو العباس كان يلقب بالملك المحسن ابن السلطان الكبير صلاح الدين . نشأ نشوءاً صالحاً وحفظ القرآن وقرأ الأدب وطلب الحديث وأحضر الشيوخ من البلدان وسمع الكثير بعد الستمائة . وكتب بخطه واستنسخ وحصل الكتب الكثيرة والأصول . وجاور بمكة سنة كاملة أكثر فيها العبادة وقراءة الحديث على مشايخ الحرم ثم عاد إلى الشام وسكن بحلب عند أخيه الظاهر منقطعاً في بيته مشتغلاً بنفسه يحافظ على صلاة الجماعة في الجامع . وحجّ بعد العشرين والستمائة . ودخل بغداذ وسمع جماعة وحدث بها . قال محب الدين ابن النجار : كتبت عنه بحلب وكان صدوقاً فاضلاً متديّناً كثير العبادة مليح الأخلاق ووقف كتبه كلها وجعلها بمدرسة أخيه بحلب . مولده سنة سبع وسبعين وخمسمائة وتوفي بحلب سنة أربع وثلاثين وستمائة وحمل إلى صفّين ودفن بتربة عمار بن ياسر . وقال غير ابن النجار : كان مليح الكتابة جيد النقل ووجد المحدثون به راحة عظيمة وجاهاً ووجاهة وهو الذي كان السبب في مجيء حنبل وابن طبرزذ وكان كثير التحري في القراءة ونبز بميلٍ إلى التشيع .
القرميسني الصوفي .
أحمد بن يوسف بن علي بن الحسين ابن أبي بكر القرميسني التاجر أبو العباس الصوفي البغداذي . سافر صبياً وجال فيما بين العراق والشام وديار مصر وخراسان وما وراء النهر وبلاد الترك ودخل بلاد الهند وأقام بها نحو عشرين سنة وكان يحكي العجائب . وسكن جزيرة سرنديب وتولى بها الخطابة ثم عاد إلى بغداذ بعد أن غاب عنها سفرة واحدة إحدى وثلاثين سنة . وكان يسكن برباط المأمونية . سمع الحديث بإفادة أخيه من محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطّي وغيرهما وسمع بنيسابور وبمرو وبأصبهان وحدّث باليسير . توفي بالموصل سنة سبع وتسعين وخمسمائة .
النقيب ابن الزوال .
أحمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن م - مد بن يعقوب ابن الحسن ابن المأمون ابن الرشيد ابن المهدي ابن المنصور العباسي المعروف بابن الزوّال . قلده المستضيء نقابة العباسيين وعزله الإمام النّاصر ثم أعاده ولم يزل عليها إلى أن مات . توفي سنة تسعين وخمسمائة .
المنازي .
أحمد بن يوسف أبو نصر المنازي الكاتب الشاعر الوزير . وزر لأبي نصر أحمد بن مروان صاحب ميّافارقين وتقدم ذكره وترسلّ إلى القسطنطينية مرراً وجمع كتباً كثيرة ثمّ وقفها على جامع آمد وميافارقين . واجتمع بأبي العلاء المعري وشكا أبو العلاء إليه أنه منقطع عن الناس وهم يؤذونه فقال : ما لك ولهم وقد تركت لهم الدنيا والآخرة فتألم أبو العلاء وأطرق مغضباً . وله ديوان شعر . وهو منسوب إلى منازكرد توفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة . واجتاز في بعض أسفاره بوادي بزاعا فأعجبه حسنه وما هو عليه فنظم فيه الأبيات المشهورة وهي : .
وقانا لفحة الرمضاء وادٍ ... وقاه مضاعف النبت العميم