أذوب وأبكي من رسيس هواكم ... وأسهر عيني والعيون هواجع .
بكيت وما أبكي لما قد خبرته ... ولكني أبكي لما هو واقع .
وقال : زعم خالد بن يزيد الكاتب أن أباه كان يبيع اللفت في قنطرة بردان ؛ وقال ابن المعتز : وهو أحد المجيدين راوية للشعر الحديث والقديم .
القاضي أبو الفرج الرقي .
أحمد بن محمد أبو الفرج القاضي من أهل الرّقَّة . قال محب الدين النجار : قدم بغداذ وروى بها شيئاً من شعره فيما زعم وروى عنه أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال : أنشدنا أبو الفرج القاضي الرقي قدم علينا لنفسه وأنشدناها الوزير أبو القاسم المغربي لنفسه ولا أدري من الصادق منهما : .
هل لما فات من شبابي رجوع ... أم هو البين منه والتوديع .
قد لبسناه برهةً ونزعنا ... هُ وبالرغم كان ذاك النّزوع .
ربع أحبابنا سقيت من المز ... نٍ كما قد سقتك منّا الدموع .
انتهى . قلت : إذا دار الأمر بينهما فالوزير أقرب إلى الصدق .
أبو طالب النحوي البغداذي .
أحمد بن محمد الأدمي أبو طالب النحوي البغداذي . أورد له الباخرزي في دمية القصر : .
تأمّل حمول الحّي تسترق البدرا ... كأن عليها أن تفارقنا نذرا .
سروا بهلالٍ من هلال بن عامرٍ ... يحل سواد القلب من برجه خدرا .
وكيف ألذُّ العيش أو أطعم الكرى ... بأرض أرى اليوم القصير بها شهرا .
وخلّفت مغلوب العزاء كأنّني ... وراءهم من سرعةٍ أطأ الجمرا .
فإلا أكن للوصل أهلاً فسائلاً ... أتى يطلب المعروف فاغتنموا الأجرا .
إذا ما دعت فوق الأراك حمائم ... بأصواتها جهراً دعوتكم سّرا .
قال : وله : .
وشادنٍ من بني الأتراك مرّ بنا ... خوف الرقيب وطرفي عنه مصروف .
يغضي حياء إذا قبّلت راحته ... كأنّما طرفه بالشوك مطروف .
كأن أصداغه والرّيح يضربها ... عقارب بعضها بالبعض ملفوف .
ابن الخشاب البغداذي .
أحمد بن محمد ابن الخشاب أبو المحاسن ابن بنت المعين . روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهّكاري وأبو نصر عبيد الله بن عبد العزيز ابن الرسولي وكتب عنه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي . ومن شعره : .
مازال يبني للعلى كعبةً ... ويجعل الجود لها ركنا .
حتى أتى الخلق وطافوا بها ... واستلموا راحته اليمنى .
ومنه : .
بحياة جمع مشتّت التفريق ... ووحقَّ كشف الكرب يوم الضيق .
وبحرمة القوم الذين قلوبهم ... تصبو ولكن لا إلى مخلوق .
أجسادهم وقف الضنى وثيابهم ... وقف على الترقيع والتحريق .
وإذا حدا الحادي رأيت قلوبهم ... طبعت على الإيمان والتحقيق .
إلاّ نظرت إلَي منك بنظرةٍ ... لترى علّي علامة التوفيق .
المرندي الضرير المقرىء .
أحمد بن محمد المرندي الضرير المقرىء البغداذي . كان عالماً بتفسير القرآن وقسمة الفرائض وتفسير المنامات . كان مارّاً بالموصل في الطريق فسقط فاضطرب فمات فجأة سنة ثمان أو تسع وأربعين وخمسمائة .
المعري القنوع .
أحمد بن محمد المعّري - معرة النعمان - كان يلقب بالقنوع لأنّه قال يوماً في كلامه : قد قنعت والله من الدنيا بكسرة وكسوة .
ومن شعره : .
ربَّ همَّ قطعته في دجى اللَي ... ل بهجر الكرى ووصل الشّراب .
والثريا قد غرّبت تطلب البد ... ر بسير المروَّع المرتاب .
كزليخا وقد بدت كفها تط ... لب أذيال يوسفٍ بالباب .
ومنه في بعض العدول : .
يا ابن علّي قالوا ولو صدقوا ... لكنت تجري مجراه في الخلق .
دينك ذا لو كشفت باطنه ... أرق من طيلسانك الخلق .
ومنه : .
يا من بنى مسجداً ضراراً ... والبخل منه يليه لوم .
لو كان إسلامكم قديماً ... كان لكم مسجد قديم .
أبو بكر القوهي