ألا سقّنا الصهباء صرفاً فإنها ... أعزّ علينا من عناق الترحّل .
وإني لأقلي النّقل حبّاً لطعمه ... لئلا يزول الطعم عند التنقل .
وقال في النجوم : .
والشهب تلمع في الظلام كأنها ... شرر تطاير من دخان النار .
فكأنها فوق السماء بنادق ال ... كافور فوق صلاية العطّار .
قلت : الأول مأخوذ من قول الخوارزمي : .
والشهب تلمع في الظلام كأنها ... شرر تطاير في دخان العرفج .
ولكنّ دخان النار أحسن وأعذب من العرفج . وللوزير في شعاع القمر على الماء : .
كأنما البدر فوق الماء مطّلعاً ... ونحن بالشطّ في لهوٍ وفي طرب .
ملك رآنا فأهوى للعبور فلم ... يقدر فمدَّ له جسر من الذهب .
وخرج السهلي من خوارزم في سنة أربع وأربعمائة إلى بغداذ وأقام بها وترك وزارة خوارزم شاه . ولما قدمها أكرمه فخر الملك أبو غالب محمد بن خلف وهو والي العراق يومئذ وتلقّاه بالجميل ؛ فلّما مات فخر الملك خرج من بغداذ هارباً حتى لحق بعريب بن معن خوفاً على ماله وكان عريب صاحب البلاد العليا تكريت ودجيل وما لاصقها فأقام عنده إلى أن مات وخلف عشرين ألف دينار سلّمها عريب إلى ورثته .
أبو العباس الآبي .
أحمد بن محمد الآبي أبو العباس كان من أهل آبه من ناحية برقة . سافر إلى اليمن تاجراً واجتمع بأبي بكر السَّعيدي بعدن . قال ياقوت : وحدثني المولى المفضل جمال الدين بقصته مع السعيديّ عنه أنها سمعها منه ثم قدم إسكندرية وأقام بها فجرى بينه وبين القاضي شرف الدين عبد الرحمن ما أحوجه إلى قدومه إلى القاهرة وشكا لصفي الدين ابن شكر فلم يشكه . فأقام بالقاهرة إلى أن مات وكان من شكواه قطع رزقه من مسجد كان يصلّي أو نحو ذلك . وكان قدومه إلى القاهرة في سنة ست وتسعين وخمسمائة ومات بعد ذلك في نحو سنة ثمانٍ وتسعين وخمسمائة . ومن شعر الآبي يمدح جمال الدين أبا الحجاج يوسف ابن القاضي الأكرم علم الدين إسماعيل بن عبد الجبار ابن أبي الحجاج : .
يا خير من فاق الأفاضل سؤددا ... وامتاز خيماً في الفخار ومحتدا .
وسما لأعلام المعالي فاحتوى ... فضلاً به وفضلاً يجتدى .
وإذا المعالي لم تزن بمعارف ... وعوارف يسدى بها كانت سدى .
لا تنس من لم ينس ذكرك أحمداً ... وافى جنابكم الكريم فأحمدا .
يهدي إلى الأسماع من أوصافكم ... ملحاً كزهر الروض باكره النّدى .
قلت شعر متوسط .
العمركي اللغوي .
أحمد بن محمد العمركي الهمذاني أبو عبد الله اللغوي . ذكره شيرويه وقال : روى عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاّب وأبي الحسين محمد ابن الجزري صاحب أبي شعيب الحرّاني وغيرهما ؛ روى عنه أبو عبد الله الإمام وغيره .
أبو دقاقة البصري .
أحمد بن محمد أبو دقاقة البصري من شعراء البرامكة ذكره محمد بن داود ابن الجراح وقال : كان جيد الشعر ومن شعره : .
سأودع مالي الحمد والأجر كلّه ... فما العيش في الدنيا ولا الملك دائم .
فرحت بما قطّعت منه وإنني ... على حبس ما أمسكت منه لنادم .
أبو العباس الموصلي الشافعي .
أحمد بن محمد أبو العباس النحوي الموصلي ؛ كان إماماً في النحو فقيهاً فاضلاً عالماً بمذهب الشافعي مفتياً قرأ عليه ابن جني النحو بالموصل وقدم بغداذ وأقام بها وكانت له حلقة في جامع المنصور قريباً من حلقة أبي حامد الأسفراييني وله كتاب في تعليل وجوه القراءات السبع التي جمعها أبو بكر ابن مجاهد .
العلافي الشاعر .
أحمد بن محمد العلاّفي الشاعر من أهل النهروان ذكره ابن المعتز في طبقات الشعراء وقال : ممّا اخترنا له قوله : .
يتلقّى الندى بوجهٍ حيّي ... وصدور القنا بوجهٍ وقاح .
هكذا هكذا تكون المعالي ... طرق الجدَّ غير طرق المزاح .
قال : وممّا يستحسن من غزله : .
أداري بضحكي عن هواك وربما ... سهوت فتبدي ما أجنّ المدامع .
وأمنع طرفي وهو ظمآن ورده ... وأخفي الذي تحنى عليه الأضالع .
عجبت لطرفي كيف يقوى على الهوى ... وليس لقلبي من ضميرك شافع