ووضعوا في هذا الكتاب من تشديد الإصر عليهم ما شغلوهم به عماهم فيه من الذل والمشقة وذلك أنهم أمروهم بأن ينفخوا الرئة حتى تمتلئ هواء ويتأملوها حتى يخرج الهواء من ثقب منها أم لا فإن خرج منها الهواء حرموه وإن كانت بعض أطراف الرئة لاصقة ببعض لم يأكلوه وأيضا فإنهم أمروا الذي قد الذبيحة أن يدخل يده في بطن الذبيحة ويتأمل بإصبعه فإن وجد القلب ملتصقا إلى الظهر أو أحد الجانبين ولو كان الالتصاق بعرق دقيق كالشعرة حرموه ولم يأكلوه وسموه طريفا ويعنون بذلك أنه نجس .
وهذه التسمية هي أول التعدي منهم لأنه ليس موضوعها في اللغة إلا المفترس الذي يفترسه بعض الوحوش .
ودليل ذلك قول يعقوب لما جاؤوه بقميص يوسف ملوثا بالدم