@ 55 @ ( ^ كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير ) * * * * .
فقال : يا قوم إن هذا الصاع ليخبرني بخبر ، قالوا : وما يخبرك أيها الملك ؟ فقال : إنه يخبرني أنكم كنتم ( اثنى ) عشر إخوة وأنكم أخذتم أخا لكم من أبيكم وألقيتموه في الجب وبعتموه من بعد ، قال : فجعل ينظر بعضهم إلى بعض فقام بنيامين وسجد له ، وقال : صدق صاعك ( أيها الملك ) ، سله : أحي أخي أو لا ؟ ، فنقر الصاع ثانيا وطن فقال : إنه يقول : هو حي ، وستراه . فقال : سله من سرق الصاع ؟ فقال : هو غضبان - يعني الصاع - ويقول كيف تسألني وقد رأيت في يد من كنت ؟ ! أورده النقاش وأبو الحسن بن فارس وغيرهما ، والله أعلم . .
ومعنى قوله : ( ^ فلما استيأسوا منه ) أي : تيأسوا منه ، وقال أبو عبيدة : استيأسوا استيقنوا أن الأخ لا يرد إليهم ، وأنشد : .
( أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني % ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم ) .
يعني : ألم تعلموا . وقوله ( ^ خلصوا نجيا ) يعني : انفردوا يتناجون ، ويتشاورون في أمر أخيهم ، ومعنى ( ^ خلصوا ) : أنه لم يكن معهم غيرهم . تقول العرب : قوم نجى . قال الشاعر : .
( حتى إذا ما القوم كانوا أنجية % واختلطت أحوالهم كالأرشية ) .
وقوله : ( ^ قال كبيرهم ) قال ابن عباس : هو يهوذا ولم يكن أكبرهم في السن ، ولكن كان في العقل أكبرهم ، وقال مجاهد : هو شمعون وكانت له الرئاسة على إخوته ، وقال قتادة : هو الروبيل وكان أكبرهم في السن . .
وقوله : ( ^ ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ) قد بينا معنى الموثق . وقوله : ( ^ ومن قبل ما فرطتم في يوسف ) يعني : قصرتم وتركتم عهد أبيكم .