@ 54 @ ( ^ فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين ( 78 ) قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون ( 79 ) فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال ) * * * * ولد يعقوب [ سكن ] غضبه ، وقيل : إن هذا كان صفة شمعون من أولاد يعقوب ؛ فروي أنه قال لإخوته : كم يكون من عدد الأسواق بمصر ؟ فقالوا : عشرة أسواق ، فقال : اكفوني أنتم الأسواق وأنا أكفكم الملك ، أو قال : اكفوني أنتم الملك وأنا أكفكم الأسواق ، قال : فدخلوا على يوسف فقال له يهوذا : أتردن علينا أخانا أو لأصيحن صيحة تلقي كل حامل ولدها في هذه البلدة ، وكان عند يوسف ابن له صغير قائم عنده فقال : اذهب وخذ بيد ذلك الرجل وائتني به ، فذهب وأخذ بيده فسكن غضبه ، فقال لإخوته : والله إن هاهنا بذرا من بذر يعقوب ، فقال له الابن الصغير : ومن يعقوب وأنا لا أدري يعقوب ولا ولده ؟ . وروي أنه غضب ثانيا فقام إليه يوسف وركضه برجله وأخذ بتلابيبه فوقع على الأرض وقال : معشر العبرانيين تظنون أن لا أحد أشد منكم ، ذكر هذا كله السدي وغيره ، فلما صار أمرهم إلى هذا خضعوا وذلوا وقالوا : ( ^ يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا ) . .
والعز : منع الضيم أو الضير بسعة السلطان والقدرة ، والعزيز : هو المنيع بما حصل له من واسع المقدور . .
قوله : ( ^ إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه ) معناه : خذ أحدنا بدله ، ونصب شيخا على نعت قوله : ( ^ أبا ) . .
وقوله : ( ^ إنا نراك من المحسنين ) يعني : إنا نراك من المحسنين إلينا ، وإحسانه إليهم بتوفية الكيل ، وحسن الضيافة ، ورد البضاعة ، وغيره . .
قوله تعالى : ( ^ قال معاذ الله ) أعتصم بالله ( ^ أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون ) معلوم المعنى ، ومعناه : أن نأخذ البرىء بدل الجاني ، فإن أخذنا فإنا ظالمون . .
قوله تعالى : ( ^ فلما استيأسوا منه ) في القصة : أنه لما استخرج الصاع وعاد الإخوة إليه دعا بالصاع ونقره بقضيب في يده فطن الصاع .