@ 56 @ ( ^ الحاكمين ( 80 ) ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين ( 81 ) واسأل القربة التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون ( 82 ) قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر ) * * * * وقوله : ( ^ فلن أبرح الأرض ) يعني : لن أبرح أرض مصر ( ^ حتى يأذن لي أبي ) يعني : يدعوني أبي ( ^ أو يحكم الله لي ) أي : يرد أخي إلي ، وقيل : يحكم الله لي بالسيف فأقاتلهم وأسترد أخي ( ^ وهو خير الحاكمين ) يعني : وهو خير الفاصلين . .
قوله تعالى : ( ^ ارجعوا إلى أبيكم ) الآية : امضوا إلى أبيكم ( ^ فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق ) وحكي عن ابن عباس أنه قرأ : ' أنه إن ابنك سرق ' وفيه معنيان : أحدهما : اتهم بالسرقة . والآخر : علم منه السرقة . وقوله : ( ^ وما شهدنا إلا بما علمنا ) يعني : إلا بما رأينا فإنا رأينا إخراج الصاع من متاعه . وقوله : ( ^ وما كنا للغيب حافظين ) فيه قولان : أحدهما : ما كنا لليله ونهاره وذهابه ومجيئه حافظين ، وإنما كنا نعلم من حاله مادام عندنا ، والقول الثاني يعني : أنا لو علمنا أنه سيسرق ما حملناه مع أنفسنا فنحن لم نعلم هذا الغيب . .
قوله تعالى : ( ^ واسأل القرية التي كنا فيها ) يعني : أهل القرية التي كنا فيها . ( ^ والعير التي أقبلنا فيها ) يعني : وأهل العير التي أقبلنا فيها ، أي : كنا فيها . .
وقوله : ( ^ وإنا لصادقون ) ظاهر . فإن قال قائل : كيف استجاز يوسف - عليه السلام - أن يعمل كل هذا بأبيه ولم يخبره بمكانه ولم يرسل إليه أحدا ، ثم حبس أخاه عنده وقد عرف شدة وجده عليه ، وهذا أعظم من كل عقوق ، وفيه قطع الرحم وقلة الشفقة ؟ الجواب عنه : قد أكثر الناس في هذا ، والصحيح أنه عمل ما عمل بأمر الله تعالى ، وأمره الله تعالى بذلك ليزيد في بلاء يعقوب ويضاعف له الأجر ، ويرفع درجته [ فيلحقه ] في الدرجة بآبائه الماضين . وقيل : إنه لم يظهر نفسه للإخوة ؛ لأنه لم يأمن عليهم أن يدبروا ، في ذلك تدبيرا ويكتموا عن أبيهم ، والصحيح هو الأول . .
قوله تعالى : ( ^ قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) في الآية اختصار ؛ لأنهم رجعوا