@ 357 @ .
( ^ بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم ) * * * * الربيع ، وكانوا مؤمنين مخلصين تخلفوا بغير عذر ، فلما قدم النبي المدينة قافلا من غزوة تبوك ، حضروا وأقروا عنده بالذنب ، وأنه لم يكن لهم عذر ، فأخر أمرهم ولم يستغفر لهم ، ونهى المسلمين عن مخالطتهم ومكالمتهم . .
وفي الآية قصة طويلة مذكورة في ' الصحيحين ' ؛ فروي أنهم مكثوا على ذلك أربعين ليلة ، ثم إن رسول الله أمرهم أن يعتزلوا نساءهم إلى تتمة خمسين ليلة ، وكانوا يسلمون على أصحاب رسول الله فلا يردون عليهم السلام . قال كعب بن مالك : فكنت أدخل المسجد وأصلي وأنظر هل ينظر إلي رسول الله فكنت إذا نظرت إليه صرف عني بصره ، قال : فاقتحمت يوما على أبي قتادة حائطه - وكان ابن عمي - فسلمت عليه فلم يرد علي الجواب ، فقلت له : يا ابن عمي ، أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟ فسكت عني ، فرددت الكلام ثلاثا ، فقال في الثالثة : الله ورسوله أعلم ، قال : فبكيت بكاء شديدا وخرجت ، قال : فلما كان تتمة خمسين ليلة من يوم نهى رسول الله عن كلامنا ، كنت على ظهر بيتي وقد صليت الصبح ، وأنا كما ذكر الله تعالى : ( ^ حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ) أي : برحبها وسعتها ( ^ وضاقت عليهم أنفسهم ) أي : من جفوة القوم وغلظة رسول الله عليهم ، إذ سمعت مناديا ينادي على ذروة سلع - والسلع : الجبل - : أبشر يا كعب بن مالك ، قال : فخررت لله ساجدا ، وجاء البشير فأعطيته ثوبي ولبست ثوبين غيرهما ، وأتيت رسول الله وجلست بين يديه ووجهه يستنير كاستنارة القمر ، فقال : أبشر يا كعب بن مالك بخير يوم مر عليك منذ أسلمت فقلت : يا رسول الله ، أمن عندك أم من عند الله ؟ فقال : لا ، بل من عند الله وقرأ على الآية ، فقلت : يا رسول الله ، إن من توبتي أن أخلع من ( جميع ) مالي صدقة لله ولرسوله ، فقال : أمسك عليك بعض مالك ؛ فهو خير لك ' القصة إلى آخرها .