@ 358 @ .
( ^ وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ( 118 ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ( 119 ) ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم ) * * * * .
وقوله تعالى : ( ^ وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ) معناه : وظنوا : تيقنوا أن لا مفزع ولا منجا من الله إلا إليه . وقوله تعالى : ( ^ ثم تاب عليهم ليتوبوا ) يعني : ليستقيموا على التوبة ويثبتوا عليها ، فإن توبتهم قد سبقت ( ^ إن الله هو التواب الرحيم ) معلوم المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) قال الضحاك : مع محمد وأصحابه . .
وروي عن بعضهم أنه قال : مع الصادقين أي : مع أبي بكر وعمر . وعن بعضهم : مع الخلفاء الأربعة . وقال بعضهم : إن الصادقين هاهنا الثلاثة الذين سبق ذكرهم ؛ فإنهم صدقوا النبي بالاعتراف بالذنب ، ولم يعتذروا بالأعذار الكاذبة مثل المنافقين . فروي عن كعب بن مالك قال : ما أبلاني الله ببلاء أعظم عندي من صدقي رسول الله فإنه من شكري عليها أن لا أكذب أبدا . وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : لا يصلح الكذب في جد ولا هزل ، وقرأ هذه الآية . ويقال : إن في قراءته : ' وكونوا من الصادقين ' . .
قوله تعالى : ( ^ ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ) الآية ، معناها : هو النهي عن التخلف . وقوله : ( ^ ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ) معناه : ما كان لهم أن يختاروا الخفض والدعة ، ويتركوا رسول الله في شدة السفر ومقساة التعب . ثم قال : ( ^ ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ) الظمأ : العطش ( ^ ولا نصب ) النصب : التعب ( ^ ولا مخمصة ) وهي المجاعة ( ^ في سبيل الله ) في الجهاد . وقوله : ( ^ ولا يطئون موطئا ) يعني : لا يضعن قدما ( ^ يغيظ الكفار ) أي : يغضبهم ( ^ ولا ينالون من عدو نيلا ) يعني : لا يصيبون منهم شيئا في نفس أو مال ( ^ إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ) معلوم المعنى .