@ 356 @ .
( ^ اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم ( 117 ) وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض ) * * * * ابن عباس . وروي : ' أنهم عطشوا عطشا شديدا حتى نحروا الإبل وعصروا كرشها وشربوا ما فيها ، ثم إن النبي استسقى الله تعالى فسقوا . هكذا رواه عمر - رضي الله عنه - فهذا هو معنى العسرة . .
وقوله : ( ^ من بعد ما كاد يزيغ ) قرئ : ' تزيغ ويزيغ ' فقوله : ' تزيغ ' منصرف إلى القلوب ، وقوله : يزيغ منصرف إلى الفعل ؛ كأنه قال : يزيغ الفعل ( ^ قلوب فريق منهم ) . .
وأما الزيغ في اللغة : هو الميل ، وليس المراد من الميل هنا هو الميل عن الدين ، إنما المراد من الميل هو الميل عن متابعة رسول الله ونصرته في الغزو ، واختيار التخلف من شدة العسرة . .
( ^ ثم تاب عليهم ) فإن قال قائل : ما هذا التكرار ، فقد قال في أول الآية : ( ^ لقد تاب الله على النبي ) ؟ . .
الجواب عنه : أنه ذكر التوبة في أول الآية قبل ذكر الذنب - وهو محض [ تفضل ] من الله ، فلما ذكر الذنب أعاد ذكر التوبة ، والمراد منه : القبول . .
( ^ إنه بهم رءوف رحيم ) معلوم المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ وعلى الثلاثة الذين خلفوا ) قرأ عكرمة بن عمار : ' وعلى الثلاثة الذين خلفوا ' مخفف ، وفي بعض القراءات : ' وعلى الثلاثة الذين خالفوا ' . .
واعلم أن هؤلاء الثلاثة هم الذين أنزل الله في شأنهم قوله تعالى : ( ^ وآخرون مرجون لأمر الله ) وأما أسماؤهم : كعب بن مالك ، وهلال بن أمية ، ومرارة بن