@ 278 @ ( ^ يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ( 65 ) الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع ) * * * * المؤمنين ' بالصاد غير معجمة ، والمعروف بالضاد معجمة ؛ والتحريض : هو الحث على المبادرة إلى الشيء . .
قوله تعالى : ( ^ إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ) هذا خبر بمعنى الأمر ، وكان الله تعالى أمر المؤمنين ألا يفر الواحد منهم عن عشرة ، ولا تفر المائة منهم عن ألف . فإن قال قائل : أيش معنى ( ^ بأنهم قوم لا يفقهون ) وأي اتصال لهذا بمعنى الآية ؟ .
جوابه : معناه : أنهم يقاتلون على جهالة لا على حسبة وبصيرة ، وأنتم تقاتلون على بصيرة وحسبة ، فلا يثبتون إذا ثبتم ، ثم إن المسلمين سألوا الله التخفيف ، فأنزل الله تعالى الآية الأخرى ، وأمر ألا يفر الواحد من أثنين ، والمائة من المائتين . .
فإن قال قائل : الله تعالى قال : ( ^ يغلبوا مائتين ) ونحن رأينا القتال على هذا العدد بلا غلبة ، فكيف يستقيم معنى الآية ، والخلف في خبر الله لا يجوز ؟ .
قلنا : إن معنى قوله : ( ^ يغلبوا ) أي : يقاتلوا ؛ كأنه أمرهم بالقتال على رجاء الظفر والنصرة من الله تعالى . .
وأما قوله : ( ^ الآن خفف الله عنكم ) هذه الآية ناسخة للآية الأولى ، وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع : ' وعلم أن فيكم ضعفاء ' والمعروف : ' ضعفا ' و ' ضعفا ' ومعناهما واحد . .
( ^ فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ) وباقي الآية معناه معلوم .