@ 279 @ .
( ^ الصابرين ( 66 ) ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ( 67 ) لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ ما كان لنبي أن يكون له أسرى ) قرئ : ' أسرى ، وأسارى ' . قال أهل اللغة : أسرى جمع أسير ، وأسارى جمع الجمع . وحكى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال : الأسرى هم المأخوذون من غير شد ، والأسارى هم الذين أخذوا وشدوا . والأصح عند أهل اللغة أنه لا فرق بينهما ، قاله الأزهري . .
وقوله تعالى : ( ^ حتى يثخن في الأرض ) الإثخان : القتل ، وقيل : المبالغة في التنكيل . .
( ^ تريدون عرض الدنيا ) بالإفداء . .
قوله تعالى : ( ^ والله يريد الآخرة ) معناه : يرغبكم في الآخرة ، وقوله : ( ^ والله عزيز حكيم ) قد ذكرنا معنى العزيز الحكيم . .
واعلم أن الآية نزلت في أسارى بدر ؛ فإنه روي : ' أن النبي قتل سبعين يوم بدر ، وأسر سبعين من المشركين ، ثم إنه استشار أصحابه في الأسارى ، فقال أبو بكر - رضي الله عنه - : هؤلاء قومك وأسرتك وأهلك ، استبقهم لعل الله أن يهديهم بك ، وخذ منهم الفداء ؛ فيكون معونة للمسلمين . وقال عمر : هؤلاء آذوك وأخرجوك وكفروا بما جئت به فاضرب أعناقهم . فمال الرسول إلى قول أبي بكر وأحب ما ذكره ' . .
وروي ' أنه قال لأبي بكر : مثلك مثل إبراهيم حين قال : ( ^ فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) وقال لعمر : مثلك مثل نوح حين قال : ( ^ رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) ' ثم قال لأصحابه : لا يخلين أحد منكم