@ 261 @ ( ^ أساطير الأولين ( 31 ) وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ( 32 ) وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان ) * * * * واشترى أخبار رستم ، واسفنديار ، وأحاديث العجم ، وجاء بها إلى مكة ، وقال : لو شئت لقلت مثل القرآن ؛ فذلك قوله : ( ^ لو نشاء لقلنا مثل هذا ) . .
( ^ إن هذا إلا أساطير الأولين ) أي : أكاذيب الأولين ؛ والأساطير : جمع الأسطورة ، وهي المكتوبة . فإن قيل : إذا كان القرآن معجزا كيف يستقيم قوله : ( ^ لو نشاء لقلنا مثل هذا ) وهل يقول أحد : لو شئت قلبت الحجر ذهبا والعصا حية وهو عاجز عنه ؟ .
قيل : إن القرآن مطمع ممتنع ، فقد يتوهم صفوهم أنه يقول مثله ، ويمتنع عليه ذلك فيخطئ ظنه . وقيل : إنه توهم بجهله أنه يمكنه الإتيان بمثله وكان عاجزا . .
قوله تعالى : ( ^ وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) أكثر المفسرين على أن هذا قول النضر بن الحارث ، وفي الصحيح برواية أنس أن هذا قول أبي جهل عليه اللعنة . .
وهذا يدل على شدة بصيرتهم في الكفر ، وأنه لم تكن لهم شبهة وريبة في كذب الرسول ؛ لأن العاقل لا يسأل العذاب بمثل هذا متردد في أمره ؛ وهذا دليل على أن العارف ليست بضرورته . .
وحكى عن معاوية أنه قال لرجل من أهل اليمن : ما أجهل قومك حيث قالوا : ربنا باعد بين أسفارنا ، فقال الرجل وأجهل من قومي قومك ؛ حيث قالوا : إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . .
قوله تعالى : ( ^ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) يعني : أهل مكة ( ^ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) وفي معناه أقوال : .
أحدها : أن هذا في قوم من المسلمين بقوا بمكة بعد هجرة الرسول ، وما كان الله ليعذبهم وفيهم من يستغفر .