@ 262 @ .
( ^ الله معذبهم وهم يستغفرون ( 33 ) وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد ) * * * * .
وقيل : في قوم علم الله تعالى أنهم يؤمنون ويستغفرون من أهل مكة ، وذلك مثل : أبي سفيان ، وصفوان بن أمية ، وعكرمة بن أبي جهل ، وسهيل بن عمرو ، وحكيم بن حزام ، ونحوهم ، فلما كان في علم الله تعالى أنهم لأصحابه يسلمون ويستغفرون ؛ عدهم مستغفرين في الحال . .
وقيل معناه : وما كان الله معذبهم وفي أصلابهم من يستغفر ؛ إذ كان لبعضهم أولاد قد أسلموا . .
وقيل : إنما قال : ( ^ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) دعوة لهم إلى الإسلام والاستغفار ، كالرجل يقول : لا أعاقبك وأنت تطيعني ، أي : أطعني حتى لا أعاقبك . .
وفي الخبر : ' أن النبي قال : أنزل الله على أمانين لأمتي : ( ^ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان معذبهم وهم يستغفرون ) فإذا مضيت تركت لهم الاستغفار إلى يوم القيامة ' . وهو في جامع أبي عيسى بطريق أبي موسى الأشعري . .
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال : من قال في كل يوم : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، ثلاث مرات ، غفر له ذنوبه وإن كان فارا من الزحف . .
واستدل بهذا الأثر من عد الفرار من الزحف من جملة الكبائر . .
قوله تعالى : ( ^ وما لهم ألا يعذبهم الله ) فإن قال قائل : كيف التلفيق بين هذا وبين قوله : ( ^ وما كان الله [ ليعذبهم ] ) ؟ قيل : أراد بالأول : عذاب الاستئصال ، وبهذا : عذاب السيف . وقيل : أراد بالأول : عذاب الدنيا ، وبالثاني : عذاب الآخرة .