@ 257 @ ( ^ دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ( 24 ) ) * * * * أسمعهم سماع الآذان لتولوا . وقيل معناه : ولو أسمعهم سماع التفهم لتولوا ؛ لما سبق لهم من الشقاوة ، وأنهم لا يصلحون لذلك ولا خير فيهم . وقيل : معناه : أنهم كانوا يقولون للنبي : أحيي لنا قصيا ؛ فإنه كان شيخا مباركا حتى نشهد لك بالنبوة فنؤمن بك ، فقال الله تعالى : ( ^ ولو أسمعهم ) كلام قصي ( ^ لتولوا وهم معرضون ) . .
قوله تعالى : ( ^ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) قال السدي في قوله : ( ^ لما يحييكم ) : أراد به الإيمان . وسمى السدي بذلك ؛ لأنه كان يجلس في سدة مسجد الكوفة . .
وقال قتادة : هو القرآن . وقال الفراء : هو الجهاد . وقال ابن قتيبة : هو الشهادة . .
وروى أبو هريرة ' أن النبي دعا أبي بن كعب وهو في الصلاة ، فأسرع القراءة وأتم الصلاة وأجابه ، فقال النبي : ما منعك أن تجيبني ؟ فقال : كنت في الصلاة ، فقال - عليه السلام - : أما سمعت قوله الله تعالى : ( ^ استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) ؟ فقال : علمت ، لا أعود ' . .
( ^ واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) قال سعيد بن جبير وجماعة : يحول بين المؤمن والكفر وبين الكافر ، والإيمان . قال الضحاك : يحول بين المؤمن والمعصية ، وبين الكافر والطاعة . .
وفيه قول ثالث : أن معناه : يحول بين المؤمن والخوف ، وبين الكافر والأمن ؛ وذلك أن الكفار كانوا آمنين ، والمسلمين كانوا خائفين ؛ فأبدل الله تعالى خوف هؤلاء بالأمن ، وأمن هؤلاء بالخوف ، وعبر بالقلب ؛ لأنه محل الخوف والأمن ( ^ وأنه إليه تحشرون ) .