@ 258 @ ( ^ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ( 25 ) واذكروا إذ انتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ( 26 ) يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ( 27 ) واعلموا أنما أموالكم ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) أكثر المفسرين على أن الآية في أصحاب النبي ومعناها : اتقوا عذابا يصيب الظالم وغير الظالم . .
قال الزبير حين رأى ما رأى يوم الجمل : ما علمت أن هذه الآية نزلت فينا أصحاب رسول الله حتى كان هذا اليوم . وقال ابن عباس في معنى الآية : لا تقروا المنكر بينكم ، ومروا بالمعروف ؛ كي لا يعمكم الله بعقاب ، فيصيب الظالم وغير الظالم . .
وقيل : أراد بالفتنة : تفريق الكلمة واختلاف الآراء ، واتقوا فتنة تفريق الكلمة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ، فيكون العذاب مضمرا فيه ( ^ واعلموا أن الله شديد العقاب ) . .
قوله تعالى : ( ^ واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس ) قال وهب بن منبه : يعني : تتخطفكم فارس . وقال عكرمة : يتخطفكم كفار العرب ( ^ فآواكم ) يعني : إلى المدينة ( ^ وأيدكم بنصره ) أي : قواكم بنصره ( ^ ورزقكم من الطيبات ) يعني : الغنائم ( ^ لعلكم تشكرون ) . .
قوله تعالى : ( ^ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم ) ولا تخونوا أماناتكم ( ^ وأنتم تعلمون ) قال الكلبي : نزلت الآية في أبي لبابة بن عبد المنذر ؛ فإن النبي لما حاصر بني قريظة بعثه إليهم - وكان منهم - فقالوا له : ماذا يفعل بنا لو نزلنا على حكيه ؟ فوضع أصبعه على حلقه وأشار إليهم بالذبح - يعني : يقتلكم - قال أبو لبابة : فما برحت قدماي حتى عرفت أني خنت الله ورسوله ، ونزلت الآية ' .