@ 256 @ ( ^ وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين ( 19 ) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ( 20 ) ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون ( 21 ) إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ( 22 ) ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ( 23 ) يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا ) * * * * قال يوم بدر : اللهم انصر أحب الفئتين إليك وأكرمهم عليك . وفي رواية أخرى : اللهم أقطعنا للرحم ، وأفسدنا للجماعة ، وأتانا بما لا نعرف ؛ فاخزه اليوم ، فأجابه الله تعالى يقوله : ( ^ إن تستفتحوا ) أي : إن تستنصروا فقد جاءكم النصر . .
( ^ وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ) أي : إن تعودوا إلى الدعاء نعد إلى الإجابة ، وإن تعودوا إلى القتال نعد إلى النصر ( ^ ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين ) . .
قوله تعالى : ( ^ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ) أمر الصحابة بطاعته وطاعة رسوله ( ^ ولا تولوا عنه ) أي : لا تعرضوا عنه ( ^ وأنتم تسمعون ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون ) يعني : أنهم لما لم ينتفعوا بما سمعوا فكأنهم لم يسمعوا ، فلا تكونوا مثلهم . .
قوله تعالى : ( ^ إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) سمى الكفار صما بكما ؛ لأنهم لما لم يسمعوا الحق ، ولم ينطقوا بالحق ، ولم يعقلوا الحق سماهم بذلك ، وعدهم من جملة الأنعام . .
( ^ ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ) أي : لأسمعهم سماع التفهم والقبول لو علم أنهم يصلحون لذلك . .
( ^ ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) فإن قيل : كيف يستقيم قوله : ( ^ لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا ) ؟ قيل معناه : لو علم فيهم خيرا لأسمعهم سماع التفهم ، ولو