@ 251 @ ( ^ من الملائكة مردفين ( 9 ) وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ( 10 ) إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من ) * * * * على خيل بلق ' فهذا معنى قوله : ( ^ فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) يقال : ردفه وأردفه إذا ( أتبعه ) ، قال الشاعر : .
( إذا الجوزاء أردفت الثريا % ظننت بآل فاطمة الظنونا ) .
فمعنى قوله ( ^ مردفين ) أي : متتابعين بعضهم في إثر بعض . وهذا معنى القراءة الثانية بفتح الدال . ومنهم من فرق بينهما وقال : مردفين أي : ممدين بعضهم لبعض . ومن قرأ بفتح الدال فمعناه : ممدين من قبل الله . .
قوله تعالى : ( ^ وما جعله الله إلا بشرى ) أي : بشارة ( ^ ولتطمئن به قلوبكم ) أي : تسكن به قلوبكم ( ^ وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ) .
قوله تعالى : ( ^ إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ) ويقرأ : ' إذ يغشاكم النعاس ' وقرأ ابن محيصن : ' أمنة ' ساكنة الميم في الشواذ . .
والقصة في ذلك : أن الكفار يوم بدر نزلوا على الماء ، ونزل المسلمون على غير ماء ، فأجنب بعضهم وأحدثوا ، فلم يجدوا ماء يتطهرون به ، وكانوا في رمل تسوخ فيه أرجلهم ، فوسوس إليهم الشيطان : إنكم تزعمذسون أنكم على الحق وأولئك على الباطل وإذا هم على الماء ، فلو كنتم على الحق لكنتم أنتم على الماء ، وما بقيتم مجنبين محدثين ، فوقع فيهم خوف شديد ، فألقى الله تعالى عليهم النعاس حتى أمنوا ، وأنشأ سحابة فتمطرت عليهم حتى سال الوادي وتطهروا واغتسلوا ، وتلبدت الرمال حتى ثبتت عليها الأقدام . فهذا معنى قوله : ( ^ إذ يغشيكم النعاس أمنة ) .