@ 250 @ ( ^ ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ( 7 ) ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ( 8 ) إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف ) * * * * رجلا ، وكان المسلمون يومئذ ثلاثمائة وثلاثة عشر نفرا ، ولم يكن لهم كثير سلاح ، وكان معهم فرسان فحسب ، أحدهما للمقداد بن عمرو ، والآخر لأبي مرثد الغنوي ، وكان معهم ستة أدرع ، وكان أكثرهم رجاله ، وبعضهم على الأبعرة ، فوعدهم الله - تعالى - إحدى الطائفتين : إما العير ( أو ) النفير ، وكان أبو سفيان صاحب العير ، وأبو جهل صاحب النفير ، فالتقى الجمعان ، ووقعوا في القتال ، وأخذ العير طريق الساحل وذهبوا ، وكان المسلمون يودون أن يظفروا بالعير ويفوزوا بالمال من غير القتال ' فهذا معنى قوله : ( ^ وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) والشوكة : السلاح . .
( ^ ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ) أي : يظهر الحق ويعلى كلمته ( ^ ويقطع دابر الكافرين ) أي : أصل الكافرين . .
( ^ ليحق الحق ويبطل الباطل ) أي : يثبت الحق وينفي الباطل ( ^ ولو كره المجرمون ) . .
قوله تعالى : ( ^ إذ تسغيثون ربكم ) الاستغاثة : طلب الغوث ( ^ فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) سبب هذا ما روى : ' أنه لما التقى الجمعان ببدر استقبل النبي القبلة ورفع يديه وقال : اللهم أنجزني ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض ، وعلا به صوته فقال له أبو بكر : خفض من صوتك يا رسول الله ؛ فإن الله منجزك ما وعدك ' فنزلت الآية واستجاب دعاءه ، وأمدهم الله تعالى بالملائكة ؛ فروى : ' أنه نزل جبريل في خمسمائة ، وميكائيل في خمسمائة ، وكان على رءوسهم عمائم بيض قد أرخوا أطرافها بين أكتافهم ، وهم على صور البشر