@ 220 @ ( ^ رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ( 155 ) واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من ) * * * * .
( قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي ) وذلك أن موسى ظن أن الله - تعالى - إنما أهلكهم بعبادة أولئك القوم العجل ، وخاف أن بني إسرائيل يتهمونه ، ويقولون : إن موسى قتلهم ؛ قال : ( ^ رب لو شئت أهلكتهم من قبل ) يعني : عندعبادة العجل قبل أن آتي بهم ( ^ وإياي ) بقتل القبطي الذي كان موسى قتله ، وقيل : أراد به المشيئة الأزلية ، كأنه فوض إهلاكهم إلى مشيئته ، أي : لو شئت في الأزل أهلكتهم وإياي ومن في العالم ، فلا اعتراض لأحد عليك . .
( ^ أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ) اختلفوا فيه أنه كيف قال : أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ، وكان يعلم أن الله - تعالى - لا يهلك أحداً بذنب غيره ؟ فقال بعضهم : هذا استفهام بمعنى الجحد ، وهو قول ابن الأنباري أي : لا تهلكنا بفعل السفهاء ، وهذا مثل قول الرجل لصاحبه : أتجهل علي وأنا أحلم ؟ ! أي : لا أحلم ، ويقال في المثل : أغدة كغدة البعير ؟ وموت في بيت السلولية ؟ أي : لا يكون هذا قط ، وقال الشاعر : .
( أتنسى حين تصقل عارضيها % بعود بشامة سقي البشام ) .
أي : لا تنسى ، وقيل : هو استفهام بمعنى الإثبات ، والمراد منه السؤال ، كأنه يسأله أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ؟ . .
( ^ إن هي إلا فتنتك ) أي : بليتك ( ^ تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ) . .
قوله تعالى : ( ^ واكتب لنا ) أي : أوجب لنا ( ^ في هذه الدنيا حسنة ) وهي