@ 219 @ ( ^ والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ( 153 ) ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ( 154 ) واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها ) أي : من بعد التوبة ( ^ لغفور رحيم ) . .
قوله تعالى : ( ^ ولما سكت عن موسى الغضب ) وقرأ معاوية بن قرة : ' ولما سكن عن موسى الغضب ' وفي مصحف ابن مسعود وأبي بن كعب : ' ولما سير عن موسى الغضب ' وفي مصحف حفصة : ' وإنما أسكت عن موسى الغضب ' ومعنى الكل واحد أي : سكن عن موسى الغضب . والسكوت والإسكات معروف ، ويقال : رجل سكيت إذا كان كثير السكوت . .
( ^ أخذ الألواح ) وذلك أنه كان ألقاها فأخذها ( ^ وفي نسختها ) اختلفوا فيه ، قال بعضهم : أراد بها الألواح ؛ وذلك أن لها أصل نسخت منه ، وهو اللوح المحفوظ ، وقيل : إن موسى لما ألقى الألواح انكسرت ، فنسخ منها نسخة أخرى ، فذلك المراد به من قوله : ( ^ وفي نسختها هدى ورحمة ) أي : هدى من الضلالة ، ورحمة من العذاب ( ^ للذين هم لربهم يرهبون ) . .
قوله تعالى : ( ^ واختار موسى قومه ) فيه حذف ، أي : من قومه ( ^ سبعين رجلا لميقاتنا ) وفي هذا دليل على أن كلهم لم يعبدوا العجل - وهو الأصح - واختلفوا أنه لأي شيء اختارهم ؟ قال بعضهم : إنما اختارهم ليعتذروا إلى الله من عبادة أولئك الذين عبدوا العجل ، وقيل : إنما اختارهم ليسمعوا كلام الله ؛ فإنهم سألوا ذلك موسى ( ^ فلما أخذتهم الرجفة ) قال مجاهد : رجفت بهم الأرض ؛ فماتوا ، وقيل : وقعت رعدة وزلزلة في أعضائهم ، حتى كاد ينفصل بعضها من بعض ، وقيل : إنما أهلكهم عقوبة على ما سألوا من رؤية الله جهرة .