@ 218 @ ( ^ وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم لظالمين ( 150 ) قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين ( 151 ) إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين ( 152 ) ) * * * * .
( يا ابن امي ويا شقيق نفسي % أنت خلفتني لأمر كؤود ) .
واما بنصب الميم ، فوجه النصب فيه أن قوله : ' ابن ام ' كلمتان ، لكنهما ككلمة واحدة ، مثل قولهم : ' حضرموت ' و ' بعلبك ' ركب أحد الاسمين في الآخر ، فبقي على النصب تبيينا . .
( ^ إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) وفي القصة : أن هارون كان لما مضى ميقات الثلاثين يقوم بينهم خطيبا ، فيخطب كل يوم ويبكي ، ويقول : أنشدكم بالله لا تعبدوا العجل ، فإن موسى راجع غدا - إن شاء الله - فهكذا كان يفعل ثلاثة أيام ، فلما لم يرجع بعد الثلاث قالوا : إنه قد مات ، فخلوه ، وأقبلوا على عبادة العجل ، فهذا معنى قوله : ( ^ إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ) والشماتة فعل ما يسر به العدو ( ^ ولا تجعلني مع القوم الظالمين ) أي : لا تجعلني مع الكافرين ومن جملتهم . .
قوله تعالى : ( ^ قال رب اغفر لي ولأخي ) يعني ما فعلت بأخي من أخذ شعره ، وجره ، وكان بريئا ، قوله : ( ^ ولأخي ) يعين : ما وقع له من تقصيره إن قصر ( ^ وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين ) . .
قوله تعالى : ( ^ إن الذين اتخذوا العجل ) فيه حذف ، وتقديره : اتخذوا العجل إلها ( ^ سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا ) قيل : أراد بالذلة الجزية ، وقيل : أراد قيل بعضهم بعضا مع علمهم أنهم قد ضلوا ( ^ وكذلك نجزي المفترين ) أي : كل مفتر على الله ، ومن القول المعروف في الآية عن سفيان بن عيينة أنه قال : هذا في كل مبتدع إلى يوم القيامة .