@ 211 @ ( ^ فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ( 141 ) وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ) * * * * .
قوله - تعالى - : ( ^ وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ) أي : يذيقونكم شر العذاب ، وقد ذكرنا معنى هذا في سورة البقرة . .
( ^ يقتلون أبناءكم ) يعني : صغار أبناءكم ( ^ ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) قيل معناه : في تعذيبهم إياكم بلاء من ربكم عظيم ، وقيل : في إنجائنا إياكم ( ^ بلاء من ربكم عظيم ) أي : نعمة . .
قوله - تعالى - : ( ^ وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتتمناها بعشر ) قال المفسرون : هي أيام ذي القعدة وعشر من ذي الحجة ( ^ فتم ميقات ربه أربعين ليلة ) فإن قيل : ذكر الثلاثين والعشر يغني عن ذكر الأربعين ، فما معنى هذا التكرار ؟ قيل : كرره تأكيداً ، وقيل : فائدة قوله : ( ^ فتم ميقات ربه أربعين ليلة ) قطع الأوهام عن الزيادة ؛ لأنه لما وقت الثلاثين أولا ، ثم زاد عليه عشرا ، ربما يقع في الأوهام زيادة أخرى ، فذكره لقطع الأوهام عن الزيادة ، وذكر الثلاثين في الابتداء والعشر مفصلا : ليعلم أن الميقات كان كذلك مفصلا ثلاثين ذي القعدة وعشرا من ذي الحجة . .
وفي القصة : أن الله تعالى أمر موسى أن يصوم ثلاثين يوما ثم يأتي الطور يكلمه ؛ فصام ثلاثين يوما ليلا ونهارا . .
وفي بعض التفاسير : صام ثلاثين يوما فتغيرت رائحة فمه ، فأخذ ورق الخرنوب وتناوله ؛ لتزول رائحة فمه ، فأمره الله تعالى أن يصوم عشرا أخر ؛ لتعود الرائحة ، وتمام القصة في الآية الثانية . .
( ^ وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي ) استخلفه على قومه ( ^ وأصلح ) أي : ارفق ( ^ ولا تتبع سبيل المفسدين ) أي : لا تتبع آراءهم وأهواءهم .