@ 212 @ ( ^ ( 142 ) ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر ) * * * * .
قوله - تعالى - : ( ^ ولما جاء موسى لميقاتنا ) يعني الوقت الذي وقت له على ما بينا ( ^ كلمه ربه ) وفي القصة : أن الله - تعالى - لما استحضره بجانب الطور [ و ] أنزل ظلمة على سبعة فراسخ ، وطرد عنه الشيطان ، ونحى عنه الملكين ، وكلمه حتى أسمعه وأفهمه . وفي القصة : كان جبريل معه فلم يسمع ما كلمه ربه . .
( ^ قال رب أرني أنظر إليك ) قال الزجاج : فيه حذف ، وتقديره أرني نفسك أنظر إليك . فإن قال قائل : كيف سأل الرؤية وقد علم أن الله عز وجل لا يرى في الدنيا ؟ قال الحسن : هاج به الشوق ؛ فسأل الرؤية . وقيل : سأل الرؤية ظنا منه أنه يجوز أن يرى في الدنيا . .
( ^ قال لن تراني ) يستدل من ينفي الرؤية بهذه الكلمة ، وليس لهم فيها مستدل ؛ وذلك لأنه لم يقل : إني لا أرى ؛ متى يكون حجة لهم ؛ ولأنه لم ينسبه إلى الجهل في سؤال الرؤية ، كما نسب إليه قومه بقولهم : ' اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ' لما لم يجز ذلك ، وأما معنى قوله ( ^ لن تراني ) يعني : في الحال أو في الدنيا . .
( ^ ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ) معناه : اجعل الجبل بيني وبينك ؛ فإنه أقوى منك ، فإن استقر مكانه فسوف تراني ؛ وفي هذا دليل على أنه يجوز أن يرى ؛ لأنه لم يعلق الرؤية بما يستحيل وجوده ؛ لأن استقرار الجبل مع تجليه له غير مستحيل ، بأن يجعل له قوة الاستقرار مع التجلي . .
( ^ فلما تجلى ربه للجبل ) أن ظهر للجبل : قيل : إنه جعل للجبل بصرا وخلق فيه حياة ، ثم تجلى له فتذكرك على نفسه . وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي أنه قال : ' إن الله - تعالى - تجلى للجبل بقدر أنملة الخنصر ، ثم وضع ثابت إبهامه على أنملة خنصره ، فقيل له : أتقول بهذا ؟ فقال : يقول به أنس ورسول الله ، ولا