@ 210 @ ( ^ صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ( 137 ) وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ( 138 ) إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون ( 139 ) قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين ( 140 ) وإذ أنجيناكم من آل ) * * * * الوعد ؛ قال : تمت كلمة ربك ، أي : تم وعده لهم ، وإنما سماها : حسنى لأنها كانت على وفق ما يحبون ( ^ ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه ) أي : أهلكنا ذلك عليهم ( ^ وما كانوا يعرشون ) ( أي يبنون ويسقفون تجبرا وتكبرا . .
قوله - تعالى - : ( ^ وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم ) أي : يلازمون عبادة تلك الأصنام ، وهم قوم من العمالقة رآهم بنو إسرائيل عاكفين على أصنام لهم ( ^ قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) ولم يكن ذلك من بني إسرائيل شكا في وحدانية الله - تعالى - وإنما معناه : اجعل لنا شيئا نعظمه ونتقرب بتعظيمه إلى الله - تعالى - وظنوا أن ذلك لا يضر الديانة ، وكان ذلك من شدة جهلهم . .
( ^ قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه ) أي : مدمر ما هم فيه ( ! 2 < وباطل ما كانوا يعملون > 2 ! قال ) يعني : موسى ( ^ أغير الله أبغيكم إلها ) أي : أطلب لكم إلها تعظمونه غير الله ( ^ وهو فضلكم على العالمين ) وفي الخبر المعروف : ' أن رسول الله لما رجع من حنين مر على شجرة يقال لها : ذات أنواط ، وقد عكف حولها قوم من الأعراب يعظمونها ، وقد علقوا عليها أسلحتهم ، فقال أصحابه : يا رسول الله ، لو جعلت لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال : عليه - الصلاة والسلام - الله أكبر ، هذا مثل ما قال قوم موسى لموسى : ( ^ اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) .