@ 207 @ ( ^ في الأرض فينظر كيف تعملون ( 129 ) ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ( 130 ) فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 131 ) وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ( 132 ) فأرسلنا عليهم ) * * * * موسى ، فلما جاء موسى أجبرهم على أن يضربوه بتبن من عندهم . .
( ^ قال عسى ربكم ) وهي كلمة التطميع ( ^ أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) يعني : حتى يجازيكم على ما يرى واقعا منكم لا على ما علم في الغيب منكم . .
قوله - تعالى - : ( ^ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) أي : بالقحط والجدب . .
تقول العرب جاءتنا سنة أي : سنة جدب ، فأخذهم الله - تعالى - بالسنين ( ^ ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ) أي : يتعظون ، وذلك : أن الشدة ترقق القلوب وترغبها إلى الله - تعالى - . .
قوله - تعالى - : ( ^ فإذا جاءتهم الحسنة ) أي : الخصب ( ^ قالوا لنا هذه ) أي : هذا كان عادة الدهر بنا ( ^ وإن تصبهم سيئة ) أي : جدب ( ^ يطيروا بموسى ومن معه ) أي : يقولون : هذا من شؤم موسى ومن معه ( ^ ألا إنما طائرهم عند الله ) أي : الشؤم والبركة والخير والشر كله من الله - تعالى - وقيل معناه : الشؤم العظيم هو الذي لهم عند الله - تعالى - في الآخرة ، تقول العرب : طار لفلان سعد ، وطار لفلان شؤم ( ^ ولكن أكثرهم لا يعلمون ) . .
قوله - تعالى - : ( ^ وقالوا مهما ) أي : متى ما ( ^ تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين فأرسلنا عليهم الطوفان ) قال عطاء : أراد بالطوفان : الموت الذريع ، وقيل : السيل العظيم ، وفي القصة : أنهم مطروا من السبت إلى السبت ، حتى بلغ الماء تراقيهم ، فكان الرجل إذا أراد أن يجلس غرق في الماء ؛ فاستغاثوا بموسى وقالوا : ادع الله حتى يمسك ونؤمن لك ؛ فدعا الله - تعالى - فأمسك عنهم المطر ، فأخرجت