@ 204 @ ( ^ تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ( 115 ) قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ( 116 ) وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون ( 117 ) فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون ( 118 ) فغلبوا هنالك ) * * * * .
قوله - تعالى - : ( ^ قالوا يا موسى إما أن تلقى ) يعني : العصا ( ^ وإما أن نكون نحن الملقين ) يعني : عصينا ( ^ قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس ) أي : صرفوا أعين الناس عن إدراك حقيقتها ؛ فعلوا من التمويه والتخييل ، وهذا هو السحر . .
( ^ واسترهبوهم ) أي : السحرة طلبوا رهبة الناس ؛ فرهبوهم ، وقال المبرد : السين فيه زائدة ، ومعناه : أرهبوهم ( ^ وجاءوا بسحر عظيم ) . .
قوله - تعالى - : ( ^ وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون ) ويقرأ : ' تلقف ما يأفكون ' مخففا ، ويقرأ في الشواذ ' تلقم ' وقرأ سعيد بن جبير : ' تلقم ' مخففا ، ومعنى الكل واحد . والتلقف : الأخذ بسرعة ، ومعناه : تتلقم ما يأفكون أي : ما يكذبون من التخاييل الكاذبة ، وفي القصص : أن السحرة كانوا سبعين ألف ، مع كل واحد منهم عصا ، فألقوا عصيهم ؛ فإذا هي تتحرك كالحيات ، ثم ألقى موسى عصاه ؛ فصارت ثعبانا ، وتلقف كل ذلك ، وقصد الناس الذين حضروا ؛ فوقع الزحام عليهم ؛ فهلك خمسة وعشرون ألفا في الزحام ، ثم أخذه موسى ؛ فصارت عصا كما كانت ؛ فذلك قوله ( ^ فإذا هي تلقف ما يأفكون ) قال الشاعر : .
( أنت عصا موسى التي لم تزل % تلقف ما يأفكه الساحر ) .
وقال آخر : .
( إذا جاء موسى وألقى العصا % فقد بطل السحر والساحر ) .
قوله - تعالى - : ( ^ فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون ) قال الحسن ، ومجاهد : معناه : ظهر الحق أي : ظهر عصا موسى على عصيهم ، وقيل معناه : ظهرت نبوة موسى على دعوى فرعون الربوبية ( ^ فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ) أي : ذليلين .