@ 35 @ ( ^ الحمد لله ) * * * * تأكيدا للآخر ، مثل : لهفان ، ولهيف ، وندمان ، ونديم . .
وقال المبرد : ( هذا تمام بعد إتمام ) ، وتفضل بعد تفضل ، وتطميع لقلوب الراغبين ، ووعد لا يخيب آمله ، ومعناه : ذو الرحمة ، والرحمة [ هي ] الإنعام والتفضل . .
قوله : ( ^ الحمد لله ) اعلم أن الحمد يكون بمعنى الشكر على النعمة ، ويكون بمعنى التحميد والثناء على الأوصاف المحمودة . يقال : حمدت فلانا على ما أسدى إلي من النعمة . ويقال : حمدت فلانا على شجاعته وعلمه . وأما الشكر لا يكون إلا على النعمة ؛ فللحمد معنى عام ، وللشكر معنى خاص . فكل حامد شاكر ، وليس كل شاكر حامدا . .
يقال : حمدت فلانا على شجاعته . ولا يقال : شكرت فلانا على شجاعته . .
ثم أعلم أن حمد الله تعالى لنفسه حسن لا كحمد المخلوقين لأنفسهم ؛ لأن [ حمد ] المخلوقين لا يخلو عن نقص ؛ فلا يخلو مدحه نفسه عن كذب ؛ فيقبح منه أن يمدح نفسه . وأما الله - جل جلاله - بريء عن النقص والعيب ؛ فكان مدحه نفسه حسنا . .
وقوله : ( ^ الحمد لله ) هاهنا يحتمل معنيين : الإخبار ، والتعليم . أما الإخبار كأنه يخبر أن المستوجب للحمد هو الله ، وأن المحامد كلها لله تعالى . .
وأما التعليم كأنه حمد نفسه وعلم العباد حمده ، وتقديره : ' قولوا : الحمد لله ' . .
وقوله : ( ^ لله ) فاللام تكون للإضافة ، وتكون للاستحقاق ، يقال : أكل للدابة ،