@ 26 @ ( ^ اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ( 20 ) يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ( 21 ) قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين ) * * * * .
قوله - تعالى - : ( ^ يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) قيل : هي دمشق ، وفلسطين وبعض الأردن ، وقال قتادة : هي جميع الشام ، وقيل : هي بيت المقدس ، وأرض الطور . .
وقوله ( ^ كتب الله لكم ) أي : وهب الله لكم ، وقيل : فرض الله لكم أن تدخلوها ( ^ ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ) قوله - تعالى - : ( ^ قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين ) الجبار : هو كل عات يجبر الناس على مراده ، والله - تعالى - جبار ، يجبر الخلق على مراده ، وذلك منه حق وله مدح ، وأما الجبروت للخلق ذم ، وأصل الجبار : المتعظم الممتنع عن الذل والقهر ، ومنه يقال : نخلة جبارة إذا كانت طويلة ممتنعة على وصول الأيدي إليها ، وسمى أولئك القوم جبارين ؛ لطولهم ، وامتناعهم بقوة أجسادهم ، والقصة في ذلك : أن هؤلاء كانوا في مدينة ' أريحا ' بالشام ، وكان فيها ألف قرية في كل قرية ، ألف بستان ، وكان فيها العمالقة ، وبقية من قوم عاد وهي مدينة الجبارين . .
روى عكرمة عن ابن عباس : أن موسى صلوات الله عليه كان قد بعث أولئك النقباء ، وهم اثنا عشر نقيبا إلى تلك المدينة ؛ ليتعرفوا أحوالهم ، فلما وصلوا إليها لقيهم رجل منهم ، فأخذهم جملة في كمه وأتى بهم إلى الملك ، ونثرهم بين يديه ، وقال هؤلاء الذين جاءوا ليقاتلونا ؛ فقال الملك : ارجعوا وأخبروهم بما لقيتم ، فرجعوا . .
وفي بعض التفاسير : أنهم أخذوا عنقودا من العنب ، وجعلوه على عمود بين رجلين حتى قدروا على حمله ، وأخذوا رمانتين ، وحملوهما على دابة كادت تعجز عن حملهما فلما رجعوا إلى بني إسرائيل خوفوهم ، وقالوا : إنكم لا تقاومونهم إلا رجلين منهم : يوشع بن نون وكالب بن يوقنا ، وذكرهما في الآية الأخرى ، وأما الباقون من بني إسرائيل خالفوا وامتنعوا من قتالهم ، وقالوا : يا موسى إن فيها قوما جبارين ( ^ وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ) .