@ 378 @ ( ^ يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون ( 167 ) الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ( 168 ) ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ( 169 ) ) * * * * .
( ^ يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون ) . .
قوله تعالى : ( ^ الذين قالوا لإخوانهم ) يعني : في النسب لا في الدين ، وهم المنافقون ، قالوا للمسلمين : لو قعدوا قتلوا ) ، كما لم نقتل ، فذلك قوله : ( ^ الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ) يعني : إن قدرتم على دفع القتل ، وتقدرون على دفع الموت ، فادفعوا الموت عن أنفسكم . والدرء : الدفع ، ومنه قول الشاعر : .
( أقول وقد درأت لها وضيني % أهذا دينكم أبدا وديني ؟ ) .
قوله تعالى : ( ^ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ) سبب نزول الآية : أن أصحاب رسول الله لما استشهدوا يوم أحد ، كان الناس يقولون : مات فلان ؛ ومات فلان ، فنزل قوله تعالى : ( ^ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم ) قيل معناه : يؤولون أحياء يوم القيامة . إلا أن هذا ضعيف ؛ لأنه لا يبقى لهم فيه تخصيص ، والأصح : أنه على معنى ما روى عن رسول الله أنه قال : ' إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلف من ثمار الجنة - وفي رواية : تأكل ، وفي رواية : تسرح في الجنة فترد مياهها - ثم تأوى إلى قناديل من ذهب معلقة من العرش ' ورواه مسلم في صحيحه ، وزاد ' إن الله تعالى اطلع عليهم اطلاعة ، فيقول : تمنوا علي ، فيقولون : ماذا نتمنى وقد أعطيتنا هذا ؟ ! فيقول : تمنوا على ، فيقولون : وماذا نتمنى وقد أعطيتنا هذا ؟ ! فيقول : تمنوا على ، فيقولون : نتمنى أن نرد إلى الدنيا ونقتل في سبيلك ثانيا ' الحديث .