@ 377 @ ( ^ الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين ( 166 ) وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لأتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان ) * * * * .
منكم بعدتهم في العام القابل ، فاختاروا الفداء ، وقالوا : نتقوى به على العدو ، ويستشهد منا ' فذلك قوله : ( ^ قل هو من عند أنفسكم ) أي : باختياركم ، وهو قول علي - رضي الله عنه - ( ^ إن الله على كل شيء قدير ) . .
قوله تعالى : ( ^ وما أصابكم يوم التقى الجمعان ) يعني : يوم أحد ( ^ فبإذن الله ) أي : بعلم الله ، وروى ' أنه - لما نزل المشركون بأحد رأى في منامه أن بقرا ينحر ، فأوله على أن يستشهد بعض أصحابه . ورأى أن سيفه ذا الفقار انقصم فأوله على قتل حمزة ، ورأى كأن كبشا أغبر قتل فأوله على قتل مبارز الكفار ، فقتل يوم أحد مبارزهم عثمان بن طلحة العبدري من بني عبد الدار ' . .
( ^ وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا ) يعني : علم المشاهدة ، وإن كان علمهم علم الغيب . .
( ^ وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا ) قائل ذلك القول : عبد الله بن حرام أبو جابر ، قال للمنافقين : قاتلوا في سبيل الله ، وإن لم تقاتلوا لأجل الدين ، فادفعوا عن الأهل والحريم . .
( ^ قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم ) فرجعوا وهم يقولون : لا قتال ، لا قتال ، حتى يفشل المسلمون ( ^ هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان ) يعني : بعد رجوعهم ومقالتهم تلك ؛ لأنهم كانوا من قبل من المؤمنين في الظاهر ؛ وإن كانوا منافقين في الباطن ، فلما فارقوا المؤمنين صاروا أقرب إلى الكفر منهم للإيمان .