@ 354 @ ( ^ آلاف من الملائكة مسومين ( 125 ) وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ( 126 ) ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا ) * * * * .
( ^ يمددكم ربكم بخمسة آلاف ) لم يرد به خمسة آلاف سوى ما ذكر من ثلاثة آلاف ؛ لأنهم أجمعوا على أن عدد الملائكة يومئذ خمسة آلاف ، وهذا نظير قوله تعالى : ( ^ بالذي خلق الأرض في يومين ) ، ثم قال بعده : ( ^ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام ) ولم يرد به أربعة أيام سوى ذلك اليومين ؛ لأنه قال بعده : ( ^ فقضاهن سبع سموات في يومين ) وأجمعوا على أن خلق الكل كان في ستة أيام لا في ثمانية أيام ، بل أراد به أربعة أيام مع ذلك اليومين كذا هذا . .
( ^ من الملائكة مسومين ) يقرأ بفتح الواو ، والمراد به المعلمين ، ويقرأ بكسر الواو فيكون فعل التسويم : من الملائكة ، والتسويم الإعلام بالعلامة ، وهو من السومة ، والسماء : وهو العلامة ، واختلفوا في علامة الملائكة يومئذ كيف كانت ؟ قال عروة بن الزبير : كانت الملائكة على خيل يلق عليهم عمائم صفر . .
وقال الحسن : كانت عمائم بيض مرسلة خلف الظهور . وقال مجاهد : كانوا قد أعلموا من الصوف على أذناب الخيل ونواصيها ؛ وذلك سنة في خلق الشجعان ، وقد قال : ' سوموا فإن الملائكة قد سومت ' . .
قوله تعالى : ( ^ وما جعله الله إلا بشرى لكم ) أي : بشارة لكم ( ^ ولتطمئن قلوبكم به ' أي : بوعده النصرة ( ^ وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) يعني : ( لا ) تختلوا بالنصرة عن الملائكة والجند ، واعرفوا [ أن ] النصر من عند الله .