@ 353 @ ( ^ لعلكم تشكرون ( 123 ) إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ( 124 ) بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة ) * * * * .
الطائفتان بنو سلمة وبنو حارثة أن يرجعوا معهم ، فثبتهما الله تعالى على المضي معه ، فلم يرجعوا ' ، فهذا معنى قوله : ( ^ إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا ) أي : أن تضعفا : وتجبنا ( ^ والله وليهما ) أي : ناصرهما ومثبتهما على الحرب . .
قال جابر : ما وددنا أن تفشلا ، وقال الله : ( ^ والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) . .
قوله تعالى : ( ^ ولقد نصركم الله ببدر ) يذكر عليهم منته بالنصرة يوم بدر ، وهو موضع بين مكة والمدينة ، وسمى بدرا باسم الموضع ، وقيل : سمى بدرا بإسم رجل ، وقيل بإسم بئر ( ^ وأنتم ذلة ) أي : قليل العدد ؛ لأنهم كانوا يوم بدر ثلثمائة وثلاثة عشر نفرا ، قال علي : ولم يكن فينا فارس إلى المقداد ، وكان منهم سبعة وسبعون من المهاجرين والباقون من الأنصار ، وكان صاحب راية المهاجرين أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - ، وصاحب راية الأنصار قيس بن سعد بن عبادة . .
وكان لهم يومئذ قليل سلاح ، فمن الله عليهم بالنصرة لهم ؛ مع قلة عددهم وعدتهم ، ( ^ فاتقوا الله لعلكم تشكرون ) . .
قوله تعالى : ( ^ إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم ) قيل : أراد به : في يوم بدر ، وقيل : في يوم أحد ، قال ابن عباس : ما قاتلت الملائكة في المعركة إلا يوم بدر . .
أي : يكفيكم ( ^ أن يمدكم ربكم ) الإمداد : هو إعانة الجيش بالجيش ، ومنه : المدد ( ^ بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ) . .
قوله تعالى : ( ^ بلى إن تصبروا ) يعني : بلى وعدكم إن تصبروا على لقاء العدو ، ( ^ وتتقوا ) أي : وتحذروا مخالفة الرسول ( ^ ويأتوكم من فورهم هذا ) قال ابن عباس والحسن وأكثر المفسرين : معناه : ويأتوكم من وجوههم هذا ، وقيل معناه : من غضبهم هذا ؛ لأنهم إنما رجعوا للحرب يوم أحد من غضبهم ليوم بدر .