@ 355 @ ( ^ خائبين ( 127 ) ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ( 128 ) ولله ) * * * * .
( ^ ليقطع طرفا من الذين كفروا ) أي : قطعة منهم ، ومنه أطراف الإنسان ؛ لأنها قطع النفس ، ثم من حمل الآية على حرب بدر ، فقد كان ذلك القطع منهم يوم بدر ؛ فإنه قتل منهم سبعون وأسر سبعون ؛ أكثرهم رؤساؤهم ، ومن حمل الآية على حرب أحد ، فقد قتل منهم ستة عشر فيهم أصحاب الرايات ، فكانت النصرة للمسلمين مالم يخالفوا أمر رسول الله ، فلما خالفوا أمره ذهبت النصرة عنهم . .
قوله : ( ^ أو يكبتهم ) قال أبو عبيدة : أي : يهلكهم ، وقيل معناه : يخزيهم ، وهو أصح ، وقيل معناه : أو يصرعنهم ، والكب والكبت : الصرع على الوجه ، وفيه قول رابع : يكبتهم بمعنى : يكبدهم ، وذلك أن يحزنهم حتى وصل الحزن إلى أكبادهم ؛ والعرب تسمي الحزين : أسود الكبد من تأثير الحزن فيه [ ومنه ] قول الشاعر : .
( الأعداء والأكباد سود % ) .
( ^ فينقلبوا خائبين ) أي : لا يدركون ما أملوا ، يقال : رجع فلان من الغيبة بالخيبة ، إذا لم يدرك أمله . .
قوله تعالى : ( ^ ليس لك من الأمر شيء ) روى الزهري ، عن سالم ، عن أبيه عبد الله بن عمر : ' ( ^ ليس لك من الأمر شيء ) فترك اللعن في القنوت ' ، وروى أنس ' أنه شج رأسه يوم أحد ، وكسرت رباعيته ، وأدمي وجهه ، وكان يأخذ الدم بكفه ويقول : كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم ؟ ! فنزل قوله : ( ^ ليس لك من الأمر