@ 436 @ تعالى : ( ^ فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) قال : ' ليس هو طلب دنيا ، وإنما هو عيادة مريض ، أو شهود جنازة ، أو زياح أخ في الله ' . والخبر غريب . .
وقوله : ( ^ واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها ) سبب نزول هذه الآية أن رسول الله كان على المنبر يخطب ، وقد كان أصاب أهل المدينة غلاء ومجاعة ، فقدمت عير تحمل الطعام ويقال : كانت لدحية بن خليفة الكلبي فنزلوا عند أحجار الزيت ، وضربوا بالطبل ليعلم الناس ، فسمع المسلمون ذلك في المسجد فذهبوا إليها ، وبقي النبي مع اثني عشر نفرا فيهم أبو بكر وعمر . وأورد البخاري خبرا في هذا ، وأورد هذا العدد . وقيل : في [ ثمانية ] رجال ، والأول أصح ، فانزل الله تعالى هذه الآية . .
والتجارة معلومة ، وهي التجارة في الطعام وتحصيلها ، واللهو هو الطبل ، قاله مجاهد . ويقال : هو المزامير ، وكان الأنصار يستعملون ذلك إذا زفوا امرأة إلى زوجها ، وذلك مثل الدف والطبل وما يشبهه ، فعلى هذا القول سمع المسلمون صوتها في السوق وكانوا يزفون امرأة فذهبوا إليها ، والأول هو المشهور ، وهو الثابت . .
وقوله : ( ^ وتركوك قائما ) لأنه كان يخطب ، وفيه دليل على أن السنة أن يخطب قائما ، وأول من خطب قاعدا معاوية وتبعه على ذلك مروان . والسنة ما بينا . فإن قال قائل : كيف قال : ( ^ انفضوا إليها ) وقد تقدم سببان ؛ التجارة واللهو ، ولم يقل : ' انفضوا إليهما ' ؟ والجواب أن معناه : وإذا رأوا تجارة انفضوا إليها ، وإذا رأوا لهوا انفضوا إليه ، فاكتفى بأحدهما عن الآخر . وقد ذكرنا من قبل أن العرب قد تذكر شيئين وترد الكناية إلى أحدهما ، والمراد كلاهما ، قال الشاعر :