@ 435 @ ( ^ خير لكم إن كنتم تعلمون ( 9 ) فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ( 10 ) وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا ) * * * * * * * * * ألسنا نسعى . وقوله : ( ^ إلى ذكر الله ) فيه قولان : أحدهما : أنه الخطبة ، والآخر : أنه الصلاة . وهو الأصح . .
وقوله تعالى : ( ^ وذروا البيع ) أي : واتركوا البيع . ويقال المراد منه : إذا دخل وقت الصلاة وإن لم يؤذن لها بعد ، ويقال : إنه بعد سماع النداء . والأول أحسن . ومن قال بالثاني ، قال : النداء هو الآذان إذا جلس الإمام على المنبر وهو الذي كان في زمان رسول الله وأما الآذن الأول أحدثه عثمان رضي الله عنه حين كثر الناس . والمراد من قوله : ( ^ وذروا البيع ) أي : البيع والشراء وكل ما يشغل عن الجمعة . واختلف العلماء أنه لو باع هل يجوز ذلك البيع ؟ فذهب أكثرهم إلى أن البيع جائز ، والنهي عنه كراهة . وذهب مالك وأحمد إلى أن البيع لا يجوز أصلا . وحكى بعضهم عن مالك أنه رجع من التحريم إلى الكراهة ، والقول الأول أولى ؛ لأن الله تعالى قال : ( ^ ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) جعل ترك البيع خيرا ، وهذا يشير إلى الكراهة في الفعل دون التحريم ، ولأن النهي عن العقد للاشتغال عن الجمعة لا لعين العقد . .
قوله تعالى : ( ^ فإذا قضيت الصلاة ) أي : فرغ منها . .
قوله تعالى : ( ^ فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) هو أمر ندب لا أمر حتم وإيجاب ، مثل قوله تعالى : ( ^ وإذا حللتم فاصطادوا ) وعن ابن محيريز قال : يعجبني أن يكون لي حاجة بعد الجمعة فأنصرف إليها ، وابتغى من فضل الله منها . وعن عبد الله [ بن ] بسر : أنه كان يخرج من المسجد إذا صلى الجمعة ، ثم يعود ويجلس إلى أن يصلي العصر . وفي بعض الأخبار عن النبي في معنى قوله