@ 86 @ ( ^ فإن الإنسان كفور ( 48 ) لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ( 49 ) أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير ( 50 ) وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل ) * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * .
قوله تعالى : ( ^ لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ) أي : يعطي الإناث دون الذكور ، والذكور دون الإناث . .
وقوله : ( ^ أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ) أي : يجمع الذكور والإناث في العطاء ، ومعنى قوله : ( ^ يزوجهم ) أي : يصنفهم كأنه يجعل الأولاد صنفين : صنفا إناثا ، وصنفا ذكورا . .
وقوله : ( ^ ويجعل من يشاء عقيما ) أي : لا يولد له أصلا ، وفي التفسير : أن الآية في الأنبياء ، فقوله : ( ^ يهب لمن يشاء إناثا ) هو لوط النبي كان له بنات ، ولم يكن له ولد ذكر ، وقوله : ( ^ ويهب لمن يشاء الذكور ) هو إبراهيم صلوات الله عليه كان له بنون ، ولم تكن له أنثى ، وقوله : ( ^ أو نزوجهم ذكرانا وإناثا ) هو الرسول صلوات الله عليه ولد له أربعة بنين ، وأربع بنات ، فالبنون : القاسم وبه كني رسول الله ، وعبد الله ، والطاهر ، وكان يسمى الطيب أيضا وإبراهيم ، فالثلاثة الأولون من خديجة رضي الله عنها وإبراهيم بن مارية القبطية ، وأما البنات : فزينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، كلهن من خديجة رضي الله عنها وعنهن ، وقوله : ( ^ ويجعل من يشاء عقيما ) وهو يحيى وعيسى عليهما السلام لم يكن لهما ولد ولا زوجة . .
وقوله : ( ^ إنه عليم قدير ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ) ذكر النقاش في تفسيره : أن سبب نزول الآية هو ان المشركين قالوا للنبي : هلا كلمك الله ونظرت إليه كما كان موسى ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية . .
وقوله : ( ^ إلا وحيا ) فيه قولان : أحدهما أنه الإلهام من الله تعالى بالنفث في