@ 34 @ ( ^ كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ( 82 ) فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ( 83 ) فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين ) * * * * * * * * * * * * * * * * الأرض ) معناه : المشي فيها بأرجلهم . ويقال : الآثار في الأرض هي العروش والزروع والأبنية . .
وقوله : ( ^ فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ) أي : لم يدفع عنهم كسبهم شيئا حين ينزل العذاب بهم . .
قوله تعالى : ( ^ فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم ) فإن قيل : كيف يستقيم هذا ، ولم يكن عندهم [ علم ] أصلا ؟ .
قلنا : قد كان في ظنهم أنهم علماء ، فسمى ما عندهم علما على ظنهم ، وكان الذي ظنوه أن لا بعث ولا جنة ولا نار ولا حياة بعد الموت . .
والقول الثاني في الآية : أن قوله : ( ^ فرحوا ) يرجع إلى الرسل ، ومعنى الآية : فرح الرسل بما عندهم من العلم بهلاك أعدائهم . .
ويقال : فرحوا بما عندهم من العلم أي : رضوا بما عندهم من العلم ، ولم يطلبوا العلم الذي أنزله الله على الأنبياء وقنعوا بما عندهم ، وهو كان جهلا على الحقيقة . .
وقوله : ( ^ وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي : نزل بهم وبال ما كانوا به يستهزئون . .
قوله تعالى : ( ^ فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده ) قد ذكرنا معنى البأس . .
وقوله : ( ^ وكفرنا بما كنا به مشركين ) وهكذا جميع الكافرين ، يؤمنون عند البأس ، ولا ينفعهم ذلك .