@ 372 @ .
( ^ وليمسنكم منا عذاب أليم ( 18 ) قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون ( 19 ) وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين ( 20 ) اتبعوا من ) * * * * * * حبس عنهم المطر حين جاءهم هؤلاء الرسل . .
واختلف القول في أنهم كانوا رسل الله أو رسل عيسى ، فأحد القولين : انهم كانوا رسل عيسى عليه السلام كما بينا ، والقول الآخر : أنهم كانوا رسل الله . .
قوله : ( ^ لئن لم تنتهوا لنرجمنكم ) أي : [ لنقتلنكم ] بالحجارة ، وقيل : نشتمنكم ، والأول أولى . .
وقوله : ( ^ وليمسنكم منا عذاب أليم ) أي : مؤلم ، والمؤلم هو الموجع . .
قوله تعالى : ( ^ قالوا طائركم معكم ) أي : شؤمكم معكم بكفركم وتكذيبكم الرسل . وقيل : طائركم معكم أي : أقداركم وأعمالكم تابعة إياكم ، تقول العرب : طار بمعنى صار قال الشاعر : .
( تطير غدائر الإشراك شفعا % ووترا والزعامة للغلام ) .
وقيل : طائركم معكم أي : ما طار لكم من عمل خير أو شر فهو معكم ولازم إياكم . وقوله : ( ^ أئن ذكرتم ) معناه : أئن ذكرتم بالله تطيرتم ، وقرئ ' أن ذكرتم ' أي : لأن ذكرتم تطيرتم . وقوله : ( ^ بل أنتم قوم مسرفون ) أي : مجاوزون الحد . .
قوله تعالى : ( ^ وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ) ذهب أكثر المفسرين أنه كان رجل يسمى حبيب النجار ، وقال السدي : كان قصارا . وعن بعضهم : أنه كان إسكافا قال قتادة : كان رجلا يعبد الله في غار ؛ فسمع بخبر الرسل فجاءهم ، وقال : أتطلبون جعلا على رسالتكم ؛ قالوا : لا ؛ فأقبل على قومه ، وقال لهم ما قال الله ، وهو قوله : ( ^ يا قوم اتبعوا المرسلين ) والمدينة : هي القرية التي ذكرناها ، وهي الأنطاكية . .
وقوله : ( ^ اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ) ظاهر المعنى . .
وعن بعضهم أنه قال : مسكن الأشراف الأطراف ، واستدل بهذه الآية ، وهو قوله :