@ 373 @ .
( ^ لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ( 21 ) وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ( 22 ) أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون ( 23 ) إني إذا لفي ضلال مبين ( 24 ) إني آمنت بربكم فاسمعون ( 25 ) قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون ( 26 ) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ( 27 ) ) * * * * * * ( ^ وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ) أي : من أبعد موضع بالمدينة . .
قوله تعالى : ( ^ وما لي لا أعبد الذي فطرني ) معناه : ولم لا أعبد الذي فطرني ( ^ وإليه ترجعون ) . .
فإن قيل : كيف أضاف الفطرة إلى نفسه والرجوع إليهم ؟ .
والجواب عنه : أنه أضاف الفطرة إلى نفسه ؛ لأن النعمة كانت عليه أظهر ، وأضاف الرجوع إليهم ؛ لأن الزجر كان بهم أحق ، وفي ذكر الرجوع معنى الزجر . .
قوله تعالى : ( ^ أأتخذ من دونه آلهة ) استفهام بمعنى الإنكار أي : لا أتخذ ، وقوله : ( ^ إن يردن الرحمن بضر ) أي : بسوء ومكروه ، وقوله : ( ^ لا تغن عني شفاعتهم شيئا ) أي : لا تغني عني الأصنام شيئا ؛ لأنه لا شفاعة لهن ، وقد كانوا يزعمون الكفار أنها تشفع لهم يوم القيامة . .
وقوله : ( ^ ولا ينقذون ) أي : لا ينقذونني من العذاب لو عذبني الله . .
قوله : ( ^ إني إذا لفي ضلال مبين ) أي : في خطأ ظاهر لو فعلت هذا . .
قوله تعالى : ( ^ إني آمنت بربكم فاسمعون ) قال أبو عبيدة : مجازه فاسمعوا مني ، قوله : ( ^ قيل ادخل الجنة ) في التفسير : أنه لما قال هذا القول وثب القوم عليه وثبة واحدة فوطئوه بأرجلهم حتى قتلوه ، وحكى هذا عن ابن مسعود ، ويقال : وطئوه حتى خرج قصبه من دبره ؛ فأدخله الله الجنة ، فهو ثم حي يرزق ، وهو معنى قوله : ( ^ قيل ادخل الجنة ) . .
وقوله : ( ^ يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي ) أي : بمغفرة ربي لي ، قال قتادة :