@ 371 @ .
( فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون ( 14 ) قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون ( 15 ) قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون ( 16 ) وما علينا إلا البلاغ المبين ( 17 ) قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم ) * * * * * ( ^ إذا أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث ) والثالث كان اسمه شمعون رأس الحواريين ، وقوله : ( ^ عززنا ) أي : شددنا وقوينا ، وقرأ عاصم وحده : ' فعززنا ' بالتخفيف ، وهو في معنى الأول . .
وفي التفسير : أن القوم كذبوا الرسولين الأولين وهموا بقتلهما ، فجاء هذا الثالث وتلطف الدخول على الملك ، وكانت قد توفيت ابنته ودفنت ، فقال للملك : اطلب من [ هذين ] الرجلين أن يحييا ابنتك ، فإن أحيياها فهما [ صادقان ] فطلب منهما الملك ذلك ؛ فقاما وصليا [ ودعيا ] الله تعالى ، ودعا شمعون معهما في السر ، فأحيا الله تعالى المرأة ، وانشق القرب عنها وخرجت ، وقالت للقوم : أسلموا ، فإنهما صادقان ، ولا أظنكم تسلمون ، ثم طلبت من الرسولين أن يرادها إلى مكانها ، فذريا ترابا على رأسها ، وعادت إلى قبرها كما كانت ، ولم يؤمن القوم . .
قوله تعالى : ( ^ قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون ) فإن قيل : كيف يكون علم الله تعالى أنهم رسل الله حجة عليهم ؟ .
الجواب عنه : أن معناه : ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون بما أظهر على أيدينا من الآيات والمعجزات ؛ فصارت الحجة قائمة بالآيات والمعجزات ، لا بنفس العلم . .
وقوله : ( ^ وما علينا إلا البلاغ المبين ) أي : الإبلاغ البين . .
قوله تعالى : ( ^ قالوا إنا تطيرنا بكم ) أي : تشاءمنا بكم ، وفي التفسير : أنه كان