@ 324 @ .
( ^ يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( 14 ) لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان ) * * * * الغيب ما لبثوا في العذاب المهين أي : التعب والشقاء الطويل ، ذكره الأزهري على هذا التقرير . وأما المتقدمون قالوا معناه : تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ، والقراءة هكذا في مصحف ابن مسعود ، وهكذا قرأ ابن عباس أيضا . والتأويل الثالث : أن ، معنى الآية : ( ^ تبينت الجن ) أي : عرفت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين . وروى الضحاك عن ابن عباس في رواية أخرى : أن سليمان لم يكن متوكئا على العصا ، وإنما كان في بيت مغلق وتوفاه الله تعالى ، وأكلت الأرضة عتبة الباب ، فسقط الباب بعد حول ، وظهر للجن موته . .
وأشهر القولين هو الأول ، وفي القصة : أن سليمان عليه السلام لما فرغ من بناء المسجد ذبح [ اثنتي عشرة ] ألف بقرة ومائة وعشرين ألف شاة تقربا إلى الله تعالى وأطعمها الناس ، وكان بناه بالصخر والقار ، وزخرف الحيطان ، وزين المحراب بالجواهر واليواقيت ، وعملوا شيئا عجيبا ، ثم إنه قام على الصخرة وقال : اللهم ، أنت أعطيتني هذا السلطان العظيم ، وسخرت لي ما سخرت ، فأوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وتوفني مسلما ، وألحقني بالصالحين ، اللهم إني أسألك لمن دخل هذا المسجد ليصلي فيه خمس خصال : إن كان مذنبا تغفر له ذنبه ، وإن كان فقيرا أغنيته ، وإن كان سقيما شفيته ، وإن كان خائفا أمنته ، وأسألك ألا تصرف بصرك عمن دخله حتى يخرج منه ، إلا من دخله بإلحاد أو ظلم . .
قوله تعالى : ( ^ لقد كان لسبأ ) أكثر أهل التفسير على أن سبأ اسم رجل ، ونسبت القبيلة إليه ، كما أن تميما اسم رجل ، ونسبت القبيلة إليه . وروى فروة بن ( مسيك الغطيفي ) أن رسول الله قال : سبأ اسم رجل ولد عشرة من الذكور