@ 325 @ .
( ^ عن يمين وشمال من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ( 15 ) فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل ) * * * * فتيامن منهم ستة ، وتشام أربعة ، وأما الستة الذين تيامنوا : فحيمر ، وكندة ، ومذحج ، والأزد ، والأشعر ، وأنمار ، وأما الأربعة الذين تشاموا : فعاملة ، وغسان ، ولخم ، وجذام ' . وأما سبأ فهو ابن يشخب بن يعرب بن قحطان . وقد قيل : إن سبأ اسم بلد ، والأصح هو الأول . .
وقوله : ( ^ في مساكنهم آية ) وقرئ : ' في مسكنهم ' والآية هي العلامة ، ومعناها : أنا جعلنا لهم آية تدلهم على أن النعم التي لهم من الله تعالى . .
وقوله : ( ^ جنتان عن يمين وشمال ) في القصة : أنه كان لهم واد يسيل ، وعلى يمين الوادي جنات مصطفة أي : البساتين وكذلك على يسار الوادي . .
وقوله : ( ^ كلوا من رزق ربكم ) أي : قلنا لهم كلوا من رزق ربكم . .
وقوله : ( ^ واشكروا له ) أي : واشكروا الله على نعمه . .
وقوله : ( ^ بلدة طيبة ) أي : طيبة الهواء ، عذبة الماء ، كثيرة الفواكه ، وذكر ابن زيد : أنه لم يكن بها بعوض ولا بق ولا ذباب ولا عقرب ولا حية ولا شيء من أمثال هذا ، وكان الرجل الغريب يدخلها وفي ثيابه القمل ، فيموت القمل في ثيابه من صحة الهواء وطيبه . .
وقوله : ( ^ ورب غفور ) أي : ورب غفور للذنوب إن شكرتم نعمه . .
فإن قيل : أي فائدة لتخصيصهم بهذا ، والله غفور لكل العباد ؟ والجواب عنه : أن مغفرة الرب مع طيب البلدة على تلك الغاية لم تكن إلا لهم . .
قوله تعالى : ( ^ فأعرضوا ) أي : فأعرضوا عن شكر النعم . .
وقوله : ( ^ فأرسلنا عليهم سيل العرم ) اختلفوا في العرم على أربعة أقاويل : أولها :